31‏/05‏/2012

توظيف الفظائع لإنتاج النظام


الاثنين 28 أيار، 2012
توظيف الفظائع (الفوضى الوحشية) لإنتاج النظام (إعادة الترتيب)
إلى أي درجة قد تؤدي مأساة التصنيع في وول ستريت و لندن لتسويق الحرب وتغيير النظام.
بقلم توني كارتلوشي

29 أيار 2012 - في أعقاب مجزرة حولا في سوريا، والأدلة التي تفضح الرواية الأولية في الغرب عن أن القوات الحكومية السورية "قصفت حتى الموت" قتلت نحو 100 شخص، لتجعلها زائفة بشكل قاطع، يكافح الناس من أجل فهم ما حدث للتو. اختارت صحيفة الغارديان أن تنشر روايات من إنتاج الجيش السوري الحر لشهود لم يتم التحقق منها، والتي على ما يبدو هدفت بشكل رئيسي لدحض الأدلة التي قدمتها روسيا إلى مجلس الأمن الدولي. وقد صرحت هيئة الإذاعة البريطانية فقط على أن "معظم" الروايات التي حصلوا عليها بحسب ما "يعتقدون" تشير لتورط القوات السورية، أو الميليشيات الموالية للحكومة - وبذلك، فهذا يعني ضمنا أن بعض الروايات لم تكن تشير لذلك وأنهم بالنتيجة أخبرونا رواية مختلفة.
حالما أغلقت نافذة الفرصة بوجه الغرب لاستغلال سفك الدماء في حولا، خطت وسائل الإعلام الغربية للوراء على نحو متزايد وتراجعت ووقعت في اشتباك متبادل فيما بينها بالأكاذيب والدعاية الخاصة بهم. بداية ضبطت هيئة الإذاعة البريطانية باستخدامها لصور تعود لسنوات ماضية في العراق في تغطيتها لمجزرة حولا، في حين أن الصحف والشبكات في جميع المجالات ضبطت رواياتها تماما على إيقاع تكشف الأجزاء المثبتة للحقائق.
ما هو معروف هو أن القوات السورية اشتبكت مع مقاتلين مسلحين من "الجيش السوري الحر" (
FSA) في حولا وحولها. استخدمت فيها القوات السورية المدفعية والدبابات لاستهداف المواقع الحصينة للمتمردين من مسافة بعيدة كما كانت تفعل طوال فترة النزاع. وبدأ المسلحون أثناء أو بعد وقت قصير من هذا الاشتباك بالدخول إلى البيوت وقتل العائلات بالسكاكين ونيران الأسلحة النارية الخفيفة. ادعى الجيش السوري الحر والمعارضة السورية أن المقاتلين كانوا ميليشيات موالية للحكومة في حين زعمت الحكومة أنهم كانوا من إرهابيي القاعدة المدعومة من الخارج، والمعروف أنها تعمل في جميع أنحاء البلاد. ما يعني أن هؤلاء المقاتلين وبحسب كل الروايات لم يكونوا من القوات الحكومية السورية.
صدر مؤخرا في "افتتاحية لرئيس تحرير" ذا جلوب اند ميل أن موقف روسيا التي أعلنت أن قوى المعارضة شاركت في المجزرة هو "أمر مثير للضحك والسخرية". ومع ذلك، فإن هذا الخلاف ليس نابعاً من الواقع فحسب، بل أيضا من الفهم الكامل لأربعة أجيال من الحروب الحديثة. من فنزويلا إلى تايلاند، حيث تثير جماعات المعارضة المدعومة من الغرب القلاقل التي يتم استخدامها كغطاء لاغتيال أعضاء حركاتهم نفسها، ثم إلقاء اللوم على الحكومة المستهدفة وتصعيد أي نزاع معين حتى يتم التوصل إلى الكتلة الحرجة، ويطاح عندها بالحكومة المستهدفة.

مثال تاريخي: بانكوك، تايلند 2010
رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا المدعوم من وول ستريت، والمقرب من عائلة بوش مع صلات كانت قبل فترة ولايته واستمرت أثناءها وبعدها، أطيح به من السلطة في عام 2006 من قبل القوى الوطنية لإساءة استعماله للسلطة. وكان تاكسين قد عمل كمستشار لمجموعة كارليل، وأرسل القوات التايلاندية للمساعدة في غزو بوش للعراق، كما حاول تنفيذ اتفاق للتجارة الحرة مع مجموعة فورتشن 500 في وول ستريت من دون موافقة البرلمان، كما استضاف مرافق التعذيب التابعة لوكالة المخابرات المركزية، واستمر بمحاكمات "الحرب على المخدرات" التي شهدت إعداما غير قانوني في الشوارع لـ 2500 من التايلنديين، والذين ثبت في وقت لاحق أن معظمهم لم يكونوا على علاقة بتجارة المخدرات.
منذ الإطاحة به في عام 2006، تلقى دعما من عدد لا يحصى من مجالس (لوبيات) أبرز الشركات في الولايات المتحدة بما في ذالك زمالة عضو مجموعة  كارليل جيمس بيكر و بيكر بوتس وداعية الحرب في إدارة بوش روبرت بلاكويل من بربور غريفيث اند روجرز، ومن المحافظين الجدد كينيث أدلمان من إيدلمان الموقع على وثيقة
PNAC.
بهذا الدعم قاد تاكسين محاولة عنيفة على نحو متزايد للعودة إلى السلطة من خلال ثورة ملونة "حمراء" مؤلفة من آلة سياسية ضخمة في المحافظات الشمالية الشرقية لتايلاند، ومن مجموعة أتباعه (أنصاره) التي سميت الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية (
UDD).
في نيسان من عام 2010، حشد تاكسين الآلاف من أعضاء الجبهة (
UDD) لشل العاصمة التايلاندية بانكوك ردا على استيلاء المحكمة على المليارات من الأصول غير المشروعة المملوكة له. في ليلة 10 نيسان 2010، عندما تحركت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، قام مسلحون يرتدون ملابس سوداء بفتح النار على القوات التايلاندية.
جاء في الصفحة 62 من تقرير هيومن رايتس ووتش "التردي باتجاه الفوضى":
"وبما أن الجيش حاول نقل المخيم، فلقد واجهه الرجال المسلحون الذين أطلقوا النار من بنادق هجومية من طراز
M16 واي كي 47 على الجيش، وخصوصا عند تقاطع WUA Khok على طريق Rajdamnoen. كما أطلقت قنابل من نوع M79s وألقوا قنابل يدوية من نوع M67 على الجنود. أظهرت لقطات الأخبار وأشرطة الفيديو التي التقطها المتظاهرون والسياح أن العديد من الجنود ممدون وفاقدون للوعي وينزفون على الأرض، في حين كان الرجال المسلحون يعملون بدرجة عالية من التنسيق وبمهارات عسكرية".
خلافا لذلك لم تعترف هيومان رايتس ووتش، وهي منظمة مشكوك بها إلا بعد مرور عام كامل على فضح وجلاء الأحداث و فقط عند مواجهتها بأدلة فوتوغرافية وفيديوهات لا يمكن دحضها والتي التقطت من قبل كل من الصحفيين المحترفين والهواة من المحليين والأجانب. شملت أشرطة فيديو وصورا فوتوغرافية للمقاتلين المسلحين ببنادق من طراز اي كي 47 و
M16. حاول مؤيدو تاكسين الغربيون وزعماء المعارضة سابقا إلقاء اللوم لجميع الوفيات الناجمة عن عيارات 5.56مم و M16 بشكل مباشر على القوات المسلحة التايلاندية، بما في ذلك موت المصور المحترف لوكالة رويترز هيرو موراموتو. مع وجود الدليل على أن مقاتلي المعارضة المسلحين كانوا يطلقون أيضا عيارات 5.56 مم، فلقد تم إثبات بطلان هذا الادعاء السياسي.
ومع ذلك، فإن الجانب الأكثر إثارة للاشمئزاز في أحداث العنف ليلة 10 نيسان، 2010 هي حادثة تتعلق بالقتل العمد لأحد المتظاهرين الموالين لتاكسين من قبل مرتزقة تاكسين - مسجلة على شريط فيديو حيث تم تصويرها ونشرها على نطاق واسع، ثم بلا خجل وبلا هوادة استخدمت كدعاية حتى يومنا هذا. وقعت الحادثة ليلة 10 نيسان 2010، وهي الليلة نفسها التي قتل فيها مصور وكالة رويترز هيرو موراموتو، وهذا يعطينا فكرة هائلة عن كيفية توظيف الفوضى الناتجة عن الاضطرابات المدعومة من الغرب و التي تخلق بنفسها بعد ذلك قتلا بشكل متعمد هادف وانتقائي لكل من المتظاهرين والقوات الحكومية لتصعيد التوتر والعنف بينما يتم تقويض شرعية الحكومة المستهدفة.
في شريط فيديو يوتيوب (تحذير: المشهد عنيف للغاية) سجل من قبل دعاة تاكسين، يمكن مشاهدة المحتجين الذين يواجهون القوات على يسار الشاشة مع مجموعة أخرى من المحتجين تحاول الاحتماء بينما يتم تبادل إطلاق النار بين المسلحين والقوات. في مركز الإطار، تتم مشاهدة رجل واضح بشكل بارز يحمل راية حمراء طويلة مع تركيز اهتمامه على رجال يوجهونه لموضع معين. إنه يتحرك في خطوات، تقريبا كما لو انه يتوضع لالتقاط صورة له مع الاحتفاظ بتركيزه على الرجال الموجهين له. يظهر خلفه مراقب وقبعته باتجاه الخلف، يتابع تحركات رجل الراية ويشير بسلسلة من إشارات اليد للرجال الذين يوجهون رجل الراية على يسار الصورة.


صور: لقطات مأخوذة من شريط الفيديو مع تعليقات تصف الأحداث التي وقعت قبل فترة وجيزة ومباشرة بعد قيام مرتزقة تاكسين بقتل متعمد لأحد المحتجين التابعين لتاكسين. تم في نهاية المطاف وضع الصورة النهائية على غلاف مجلة الدعاية الخاصة بتاكسين، "صوت تاكسين".
....
ويمكن رؤية الرجال في أعلى الجانب الأيسر من الشاشة يلوحون لرجل الراية حول مكان وقوفه بينما يقولون للمحتجين الآخرين أن "ينخفضوا"  قبل أن يتم إطلاق رصاصة واحدة على أعلى جمجمة الرجل. بينما يدب الذعر بين المتظاهرين ويبتعدون عن الكاميرا، يتحرك المراقب نحو رجل الراية بهدوء ليقف فوق القتيل ويلوح للمصور الذي يلتقط الصور الشهيرة التي ستنشر فورا على غلاف مجلة دعاية تاكسين "صوت تاكسين". ويجب أن نتذكر أن كاميرا الفيديو ركزت اهتمامها طوال الوقت على رجل الراية الغير مثير للاهتمام هذا حتى وقوع الحدث الرهيب، لتصور جريمة القتل المتعمد بكامل تفاصيلها تحديداً.


صورة: هذه نسخة خاضعة للرقابة من الصورة العنيفة جدا "مخصصة" لغلاف مجلة تاكسين الدعائية "صوت تاكسين"، التي تبرز صورة رجل لم يمض على قتله حتى دقيقة واحدة. يتوضع العلم الذي كان يلوح به بشكل واضح قبل لحظات على صدره والذي قد أعطي له على الأرجح لمساعدة قناصة المرتزقة على استهدافه. ويمكن الاطلاع على الغلاف الأصلي مع الترجمات على هذا الرابط
 (تحذير: الصورة عنيفة للغاية). تم اعتقال رئيس تحرير "صوت تاكسين" في ذلك الحين وسجن لدوره في أعمال العنف 2010 – بينما دعت جبهات "حقوق الإنسان" الغربية بما فيها باراشاتي Prachatai التي تمولها الولايات المتحدة  لحمايته باعتباره "سجينا سياسيا" و "ناشطا في مجال حقوق الإنسان". ملاحظة: في الجزء السفلي من غلاف المجلة عرض قرص ليزري CD "مجانا" يضم فيديو لعملية القتل المسرحية البشعة لهذا الرجل قليل الحظ.
....
يبين هذا الطبيعة المروعة والقاسية بشكل وحشي وقاتل لما سمي بالحركات "المؤيدة للديمقراطية"  التي زرعت الفوضى من تونس إلى تايلاند، بما في ذلك بالتأكيد سوريا، ويوضح البعد الكامل للفساد الأخلاقي الذي تديره النخبة العالمية ووكلاؤها الإقليميون. تظهر "إشارات الغد" آلة قتل جبانة وبلا رحمة تستتر خلف غشاوة تافهة من الثورية وهي حريصة وتواقة للتخلص من معظم مؤيديها المتشددين جدا كما تميل للقضاء على معظم معارضيها المكروهين. ولقد حدثت هذه اللعبة التي وصفتها للتو، ليس فقط مرارا وتكرارا في تايلاند، ولكن في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك خلال محاولات الغرب السابقة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في فنزويلا.

بالعودة إلى سوريا
حاليا وأكثر من أي وقت مضى يخوض الجيش السوري الحر بانتظام قتالا مسلحا مع القوات الحكومية، بعدما تم تجهيزه بشكل أفضل بأجهزة الاتصالات، والأسلحة، والدعم المالي واللوجستي من قبل الغرب ودول الخليج. تماما كما كان مسلحو تاكسين قادرين على جر القوات التايلاندية إلى صراع يستخدم كغطاء لارتكاب أعمال وحشية مصطنعة لاستخدامها كدعاية ضد الحكومة التايلاندية، فالمقاتلون في سوريا فعليا وبشكل مثبت استخدموا التكتيكات نفسها. في عام 2011 بينا في مقالتين أن mystery gunmen" would regularly start firefights "مسلحين غامضين" سيخوضون معارك نارية بانتظام خلال مسيرات الاحتجاج تماما كما في بانكوك، ويطلقون النار على كل من القوات السورية والمتظاهرين، مع وصف كلا الجانبين لوجود غامض لـ"القناصة على أسطح المباني"with both sides describing elusive "rooftop snipers
ببساطة تظهر مجزرة حولا على نطاق أوسع بكثير أن من نفذها مقاتلون مسلحون لا ينتمون على الأرجح سواء لمقاتلي الجيش السوري الحر أو الحكومة السورية، بل يتكونون من العناصر الأجنبية تماما كما أعلنت ذلك الحكومة السورية. تماما كما حدث في بانكوك حيث تمت مفاجأة المحتجين والقوات التايلاندية إلى حد كبير عند وصول مقاتلي تاكسين، فإن مقاتلي الجيش السوري الحر، سكان حولا، والقوات السورية جميعهم  بدوا في حيرة حول من قام بالضبط بارتكاب هذه الفظائع.
ومن بين كل الإشارات يبدو لافتا التسرع ذو الدوافع السياسية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وجماعة الإخوان المسلمين لإدانة المذبحة و إلقاء اللوم دون أي دليل أو أساس على الحكومة السورية والبكاء بانسجام تام استدعاء للتدخل العسكري وهو ما يمثل إلى حد بعيد أكبر دليل حتى الآن على تجريم من كان حقا وراء حمام الدم هذا. لمصلحة من؟ من الواضح بشكل جلي أنها تأتي في مصلحة حلف شمال الأطلسي ووكلاءه في الشرق الأوسط، بالتالي هم من فعلها.
من الواضح أن هناك إمكانية بارزة لوجود طرف ثالث استغل الاشتباك المطول بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في حولا، لافتعال هذه المجزرة الفظيعة جدا. بوجود عدد قليل جدا من الحقائق في متناول اليد، فإنه سيكون قمة في عدم المسؤولية إلقاء اللوم على أي جهة بشكل مباشر بحيث يتم اتخاذ إجراءات عقابية. وهكذا في حين أن جلوب اند ميل توبخ بعنف روسيا لاقتراحها حول أنه "لا بد من تحديد المسؤولية بشكل موضوعي"، فإنها إلى حد بعيد، دون أي تردد، تسلك أقصى ما يمكنها من تطرف في تغطيتها. إذا كان الغرب يعبر عن أسفه لانعدام الثقة فيه التي يعاني منها حاليا، فليس لديه لإلقاء اللوم سوى نفسه، وتاريخه الطويل من إدارة فرق الموت بهذه الطريقة تماما.
وهذا هو رابط المقال الأصلي:
ترجمة أيهم اسماعيل


تم نشر هذه المقالة على موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3784

23‏/05‏/2012

حذار الاستراتيجيات العالمية المودية لمزيد من التوتر


الثلاثاء 15 أيار، 2012
حذار الاستراتيجيات العالمية المودية لمزيد من التوتر
تحقيق توازن القوى بشكل جوهري، فعال وواقعي، وتفعيل المواطنة الحقيقية، هو المفتاح للقضاء على الإمبريالية الجديدة بكل أشكالها.
افتتاحية بقلم توني كارتلوشي

15 أيار 2012 - بعد دفع القلة الرأسمالية (الأوليغارشية) الحاكمة في الغرب لمدة عام نحو إعادة ترتيب العالم جيوسياسيا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ووسط وجنوب شرق آسيا، انقسم العالم إلى معسكرين رئيسيين. الذين يقفون وراء الغرب، أو ما يسمى "إجماع واشنطن - لندن" وأولئك الذين يقفون وراء ما يمكن وصفه بأنه تحالف من أمم بلدان بريكس و منظمة شنغهاي للتعاون (
SCO). من الناحية المثالية، ما يمثل قوى تواجه الغرب لمطالبته بإعلان نظام عالمي متعدد الأقطاب مبني على التعاون والمصالح المتبادلة، والحفاظ على المفهوم التقليدي للدولة القومية بدلا من دولة واحدة خاضعة لهيمنة الإمبريالية الجديدة و توحيد العالم تحت سلطة رأسمالية أوليغارشية واحدة متخطية للحدود الوطنية.
ومع ذلك، من الواجب على شعوب العالم بصورة عامة الاعتراف بالفساد والاحتكارات، والإمبريالية بكل أشكالها، بغض النظر عن الراية التي تعمل في ظلها (انتمائها) وعليهم توخي الحذر أكثر من أي وقت مضى لمواجهة هذه المخاطر. في حين ينظر المحللون الجيوسياسيون اليوم لمجموعة بريكس ولمنظمة شانغهاى للتعاون على أنها ضرورية للحفاظ على توازن القوى متعدد الأقطاب في مواجهة الغرب، فإن مخاطر إستراتيجية التوتر المولدة لتكتلات مركزية غير وطنية بشكل متزايد "التي تقف في مواجهة بعضها البعض" قد ترك الغلبة لمن لديهم القدرة على تنفيذ استبداد عالمي على نطاق أوسع من ذلك.

 صورة: أحد الصواريخ النووية الروسية. من المؤكد أن التدمير المتبادل – الذي هو الحصيلة النهائية لتوازن القوى – هو الذي حال دون اندلاع الحرب الكارثية بين الشرق والغرب. وتحقيق توازن القوى، الذي يشكل الرادع في مواجهة العدوان والاستغلال والذي تمت دراسته لآلاف السنين من قبل المختصين، وهو الموضوع الذي خبرته النخبة العالمية. وعلى الجماهير أيضا أن تتعرف على هذه المفاهيم وتقوم بصياغة وسائلها الخاصة لموازنة القوة محليا و وطنيا للحفاظ على قوى ردع على حد سواء في مواجهة القوى الأجنبية والمحلية التي تسعى للسيطرة من خلال استغلال الاقتصاد والمجتمع و التفاوت التقني. (المصدر: ويكيبيديا)
....
في جميع أنحاء العالم، يجب أن يبدأ الناس بتحديد المصالح الخاصة الوطنية والدولية، ورفضها جميعها تماما. كما يجب عليهم أن يبدؤوا بوضع البدائل المحلية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والتعاون حيثما كان ذلك ممكنا، وإدراك أن القومية، الإقليمية، والحدود بشكل عام تمثل حواجزا واقية لا يمكن الاستغناء عنها لوقف انتشار سوء استخدام القوة والاستغلال والعدوان العسكري، والفساد بجميع أنواعه، والخلل بشقيه الاجتماعي والمالي.

مثل أسطول من السفن المنفصلة، تكون الدول القومية على امتداد العالم قادرة على التعاون، والتواصل، والتحالف بشكل فعال " يسافرون معا" عندما يرغبون، لكنهم يحتفظون بخيار تغيير المسار لتجنب التصادم، و "تطويق" الأجزاء داخليا لمنع حفرة واحدة من تهديد السفينة بأكملها.  التعاون العالمي، والتواصل، والتحالف لا يحتاج إلى "العولمة" ومن السخافة الربط بينهما فذلك يترك جميع الدول عرضة للاعتداء والخطر عند التداعي المنفرد لأي مكون وحيد منه أو في حال تعثر وفساد المؤسسات المركزية للعولمة. نحن لا نحتاج إلى الاختيار بين "الانعزالية" و "العولمة"، يمكننا الالتقاء في منتصف الطريق بينهما، والتمتع بفوائدهما على حد سواء، التي تمنحها لنا الدولة القومية الحديثة والدبلوماسية التقليدية، في حين نحتاط ضد المخاطر المحتملة لكل خيار منهما كل على حدة.

هناك حاجة لترسيخ حس المواطنة المسؤول الفعال واليقظ  
يجب على العالم القيام بعملية توازن دقيق لضمان كبح جماح الطغمة الأوليغارشية الرأسمالية الغربية ، أو العودة المثالية إلى الوراء، مع ضمان عدم خلق بديل لها (من صنفها يحل محلها) في هذه العملية بسبب تسرعنا أو حماستنا. يتطلب قيام توازن قوى دولي متعدد الأقطاب أن تكتسب كل دولة قومية وتطور بشكل مستمر وتحافظ على درجة معينة من الاستقلال في مجال الاقتصاد والدفاع. يتطلب تحقيق هذا التوازن داخل الدولة ومحافظاتها الحفاظ على درجة معينة من الاستقلالية فيما بين الأفراد ومجتمعاتهم. ويمكننا أن نفعل كل شيء لتعزيز هذه الاستقلالية الفردية والوطنية، بدءا بامتلاك مسؤول للأسلحة النارية، وتنمية الحدائق ورعاية الشركات المحلية والصناعة، وتعلم التجارة، و ببساطة تعلم كيفية التنظيم والعمل مع جيراننا لحل مشاكلنا الخاصة.
بينما نواجه المشاكل العالمية الضخمة والساحقة، الناجمة عن القوى العالمية المتجانسة - يتم تغذية هذه القوى من قبل كل واحد منا على حدة عندما ندفع إلى الشركات المتعددة الجنسيات ومؤسساتها وقوانينها وتنظيماتها. إذا أمكن لعملنا الجماعي أن يخلق و يفاقم هذه المشاكل، فبالتأكيد يمكنه حلها.
التفاوت هو الذي يستخدم لبيع وترويج العولمة؛ التفاوت في المناخ، في الموارد الحالية داخل حدود معينة، جودة وثقافة قوى عاملة محددة، والتفاوت بين الأمم في قدرتها على الدفاع عن أنفسها. كل هذه العوامل التي تحكم شكل العولمة المسيطر، بما في ذلك كل فوائدها المفترضة والاستغلال المتتالي الذي تخلفه وراءها. قيل لنا إن العولمة التي هي علاقات مترابطة تحكمها مؤسسات دولية مركزية تمثل مفاتيح الحل لهذه التباينات. هذا ليس صحيحا.
أبدا لم ولن تحل السياسة مشاكلنا كجنس بشري. بدلا من ذلك، بالبحث والتطوير التكنولوجي والابتكار والاختراع، والاستثمار في الدفاع والبنية التحتية، والتعليم يمكننا التقليل أو القضاء على هذه الفوارق جميعها معا، وخلق مجتمعات أقوى وبدورها تنتج دولا قومية أقوى تمكننا من ردع العدوان والاستغلال على حدودنا. التجارة والتعاون مع الجيران، يصبح إضافة للدولة الوطنية المستقلة والقوية، وليس بالضرورة وبالتأكيد عبئا في وقت الأزمة.
يجب أن نسأل ممثلينا المنتخبين لماذا لم يجري اتخاذ هذه التدابير الواضحة لمعالجة هذه الفوارق. لماذا نستغل القوى العاملة ضعيفة التعليم للحصول على اليد العاملة الرخيصة بدلا من الاستفادة من التكنولوجيا والتعليم لخلق نفس المنتجات محليا، بمواصفات أفضل وأرخص؟ لماذا نستورد بعض السلع بدلا من استنباط طرق جديدة لإنتاجها محليا؟ لماذا نكافح للحصول على الوقود من الخارج بدلا من بذل جهد جدي لتطوير بدائل في الوطن؟ يمكن للأسئلة أن تستمر قدما إلى ما لا نهاية، والتي توضح الكيفية التي تم بها بيع العولمة على أنه الحل الجاهز لمشاكل مصطنع ودائمة. وهي توضح أيضا ضرورة أن يقوم الناس العاديون بمقاطعة الشركات والمؤسسات التي تديم هكذا سياسة خاطئة، وابتكار الحلول بأنفسهم.


الصورة: نيل غيرششينفيلد من مشروع "مختبر فاب" لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي يسعى لتوفير تكنولوجيا التصنيع الحديثة إلى الناس في جميع أنحاء العالم من أجل حل المشاكل المحلية باستخدام الحلول التكنولوجية المحلية. مختبرات فاب و " صانع مساحات " "maker spaces"  تنشط في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم، وتضع حرفيا وسائل الإنتاج في أيدي الجماهير، وهي مكان جيد لبدء الأشخاص المهتمين بتنظيم أنفسهم محليا، وتبادل المعارف، والتعاون في المشاريع التي تفعل التكنولوجيا بما يعود بالنفع على الجميع. لا يحتاج توازن القوى لأسلحة الدمار الشامل أو الانتفاضات العنيفة – يستطيع السكان المثقفون والمستنيرون والمؤهلون تقنيا والمكتفون ذاتيا أن يجوعوا قوى النخبة الطفيلية ويزيلوها من الوجود.
....
من الجوهري اليوم أن نختبر ونتفحص حالة من التكنولوجيا الحديثة، من الاتصالات والتعليم، وصولا لتكنولوجيا التصنيع، لنرى ما الذي يمكن له أن يفيد الناس على المستوى المحلي بحيث لا تتمكن المجتمعات فقط من وضع برامجها الخاصة لمعالجة مشاكلها، ولكن أيضا حتى يتمكنوا من البدء في إنجاز وتحقيق الحلول بشكل جيد بالاعتماد على أنفسهم. كلما ازدادت قوة المجتمعات، ستزداد قدرتها على التأثير في عملية التغيير الإيجابي على الصعيد المحلي وعلى الصعيد الوطني  وصولا إلى ترسيخ توازن القوى.
المطالبة بالتغيير من موقع الضعف، ودون حيازة الوسائل الضرورية للحفاظ على وجود المرء بدون الشركات، والمؤسسات، والحكومات التي يجري طلب التغيير منها، هو أمر غير متاح (يتعذر تحقيقه) من الناحية الإستراتيجية. من الواجب على الأفراد والمجتمعات المحلية أن تعمل على بناء قدراتها الذاتية في مجال التعليم، والاقتصاد، والسياسة، وقدرتهم على توفير النظام والأمن الملائم لهم (من خلال البنى الدستورية الفعالة على سبيل المثال). فقط عندئذ يمكن للشعب امتلاك قوة الردع الكافية لمواجهة الاستغلال، وكذلك امتلاك الرافعة اللازمة لتحقيق المطالب أو ببساطة تحقيقها من تلقاء أنفسهم حسبما يرغبون.

 خاتمة (استنتاج)
هناك بالفعل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وهناك وجود غير رسمي لاتحاد أمريكا الشمالية وللشراكة عبر الأطلسي. وهناك المبرر لكل من الصين وجنوب شرق آسيا الصاعدة لتشكيل كتلة آسيان الغير حكيمة، التي تسعى لاستكمال مؤسساتها على نمط الاتحاد الأوروبي، وعلى استعداد لتفشل تماما بشكل مذهل على حد سواء سياسيا واقتصاديا. حتى منظمة شنغهاي للتعاون تأتي معها إمكانات لتعزيز جبهة "الجانب الآخر" من العالم في نموه العابر للحدود الوطنية (الشركات متعددة الجنسيات).
ويجب إبلاغ الناس أنفسهم عن الاختلافات بين التعاون الدولي، وبين ربط سفنهم معا بتهور بينما تحتوي ثقوبا لا تحجز الماء في هياكلها. بشكل عام، يتم تنسيق هذه الهزيمة الذاتية بوساطة عناصر قرصنة يسيطرون على هذه الاتحادات ويعملون على إزالة العوائق المحتملة للنهب اللاحق – تماما كما تفعل البنوك حاليا في أميركا وأوروبا مع الدول القومية الغربية.
لم يكن ارتفاع حدة التوتر مؤخرا مع ممثل روسيا نتيجة لصعود القوة العظمى لروسيا في هذا الوقت، ولكنه كان بسبب تصاعد "كتل القوة العظمى".  يجب علينا التأكد من أننا لا ندخل بوضع إستراتيجية التوتر الذي يتركنا جميعا بشكل رهيب تحت رحمة المنتصر القوي والمتخطي للحدود الوطنية، سواء كان الشرق أو الغرب. يجب على التحالفات التي تشكل لمناهضة الفاشية أو لمناهضة الإمبريالية أن تقدم الضمانات المناسبة التي تؤكد أن نظاما عالميا متعدد الأقطاب سوف يسود، وسيقوم بتعزيز الدولة القومية والاستقلالية، وليس تقويضها.
في الوقت نفسه، لا بد لنا كأفراد من تحقيق مصائرنا بأيدينا، واستعادة المسؤوليات المطلوبة لتحقيق المواطنة الحرة التي امتلكناها منذ فترة طويلة مضت والتي قايضنها بوسائل الراحة التي توفرها الاحتكارات بجميع أنواعها. فكما كان إهمالنا الجماعي هو السبب الذي أدى إلى وجود عالم متفاوت على هذا الشكل - لا بد أن يقوم عزمنا الجماعي بتصحيح هذه التباينات.

وهذا هو رابط المقال الأصلي

ترجمة أيهم اسماعيل

20‏/05‏/2012

إثبات أن متطرفي المعارضة وراء تفجيرات دمشق


إثبات أن متطرفي المعارضة وراء تفجيرات دمشق.
اعترف مسؤولو الولايات المتحدة أن تنظيم القاعدة يتحرك بحرية في سوريا، دون ذكر خطة أمريكية في العام 2007 لوضعهم هناك.
بقلم توني كارتلوشي 
Cartalucci Tony
ملاحظة المحرر: يشير مصطلح " التطرف السني" تحديدا إلى الإرهابيين الذين تم التواصل معهم، التلاعب بهم، واستخدامهم لتنفيذ أعمال عنف في أنحاء العالم العربي، على النحو المحدد في مقالة سيمور هيرش "إعادة التوجيه" عام 2007. إنها بأي حال من الأحوال تشير إلى أن المسلمين السنة وراء العنف كطائفة - كما أنه تم استهداف العديد من السنة على يد قوات الغرب الإرهابية أيضا.
12 أيار 2012 - فيما يتعلق بالتفجيرات المدمرة الأخيرة في دمشق، سوريا، يبرز تقرير وكالة أنباء اسوشيتد برس "المعارضة السورية: الأسد يحاول تدمير سلام الأمم المتحدة،" إن "رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السياسي"، برهان غليون، يدعي بلا أي أساس أن "العلاقة بين النظام السوري وتنظيم القاعدة قوية جدا." وشملت أيضا تعليقا من قائد " الجيش السوري الحر الذي زعم "يريد النظام السوري من خلال هذه التفجيرات الإرهابية دعم قصته السخيفة عن وجود عصابات مسلحة وإرهابية".
صورة: النقاش انتهى – إن "الجيش السوري الحر" المتطرف هو نتيجة لخطة مدبرة منذ سنوات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية لتفعيل وتسليح المقاتلين ضد الحكومتين السورية والإيرانية - وفقا لتقرير مفصل بدقة من الصحافي الشهير سيمور هيرش في مقال مجلة نيويوركر2007، "إعادة توجيه"The Redirection.
....
ومع ذلك، و حتى قبل مرور يوم آخرعلى التفجير أكد  تقرير اسوشيتد برس أن جبهة النصرة الإرهابية قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات القاتلة التي وقعت في دمشق هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتحطيم مزاعم المعارضة أن الحكومة السورية كانت  تقف وراءها. وكانت جبهة النصرة في مركز أعمال العنف في أنحاء عدة من سوريا، كجزء من التطرف السني الأوسع الذي تقوده الولايات المتحدة، ومنظمة حلف شمال الأطلسي ودول الخليج التي تدعم حملة مسلحة لزعزعة الاستقرار وقلب نظام الحكم السوري.
وكالة اسوشيتد برس نشرت تقريرا بعنوان "فيديو تعلن فيه العناصر المسلحة مسؤوليتها عن انفجارات سوريا القاتلة" Militant video claims responsibility for deadly Syria blasts ، كما ينص أيضا على أن "مسؤولين غربيين يقولون انه لا يوجد شك في أن المتطرفين الإسلاميين، وبعض المرتبطين بتنظيم القاعدة، حققوا نجاحات في سوريا في ظل عدم الاستقرار المنتشر منذ بداية الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل 14 شهرا. " ما لا تذكره اسوشيتد برس هو أن الغرب، و بالتنسيق مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية، عمل على ببناء جبهة سنية متشددة متطرفة منذ عام 2007 على الأقل، وفقا لتقرير صدر عام 2007 من قبل مجلة نيويوركر للصحافي الشهير سيمور هيرش بعنوان "إعادة توجيه: هل سياسة الإدارة الجديدة يستفيد منها أعداؤنا في الحرب على الإرهاب "؟
في تقرير هيرش الضخم، نص تحديدا على أن "المنتج الثانوي لهذه الأنشطة كان تدعيم الجماعات السنية المتطرفة التي تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وتعلن العداء لأميركا والتعاطف مع القاعدة،" وأن " الحكومة السعودية، وبموافقة واشنطن، ستوفر الأموال والمساعدات اللوجستية لإضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد، في سوريا ".
 ويشير التقرير أيضا في ما يخص وسائل الدعم الأمريكي والإسرائيلي، أنه "تم الإبقاء على العمليات السرية في الخفاء، في بعض الحالات، من خلال ترك التنفيذ و التمويل للسعوديين، أو من خلال إيجاد طرق أخرى للحل خارج عملية الاعتمادات الطبيعية في الكونغرس، مسؤولون حاليون وسابقون مقربون من إدارة (بوش) قالوا". بسبب دعم الولايات المتحدة وإسرائيل الممرر سرا من خلال الراعي السعودي، يشكل المتطرفون السنة الجنود وبيئة الحرب الإرهابية الغربية بالوكالة ضد سوريا، وفي نهاية المطاف ضد إيران، وهم لديهم أية فكرة تذكر عن أنه يتم في واقع الأمر استخدامهم كأدوات خدمة ذاتية لمكيدة الغرب لا لتقسيم وتدمير المسلمين الشيعة فقط، ولكن العالم العربي بشكل عام.
 كما أن العنف في سوريا يتصاعد من خلال دعم الولايات المتحدة، إسرائيل، والسعودية، بالأسلحة، والدعم، تمارس وسائل الإعلام الغربية تشويشاً واضحاً للحقيقة - حقيقة مفصلة بتفصيل هائل من مجلة نيويوركر في عام 2007- وتصور بدلا من ذلك أن أعمال العنف كانت عفوية، لا في سياق التطور الطبيعي للصراع مع الغرب الذي تم مع سبق الإصرار بالبراهين لسنوات مقدما. وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يعترف بأن تنظيم القاعدة للمتطرفين السنة يعمل بالفعل في سوريا، وهنا ينبغي النظر بجدية لتظاهره بالجهل إلى أي مدى كانت أعماله هو وزملاؤه الذين نظموهم (للإرهابيين)، سلحوهم، وأرسلوهم في هذا السياق.
وهذا هو رابط المقال الأصلي

الجولة التالية من زعزعة الاستقرار في سوريا تبدأ


الجولة التالية من زعزعة الاستقرار في سوريا تبدأ
"المجلس الوطني السوري" المؤيد لحلف شمال الأطلسي  يتفكك بعد تصويت 51٪ من السوريين الشجعان بوجه فرق قناصة الموت، الولايات المتحدة تحرض الأكراد على التمرد ضد دمشق، عيون تركيا على المادة الرابعة؛ التلفزيون الحكومي السوري يعرض المقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم القاعدة.
PressTV / Tarpley.net
18 أيار 2012
فيديو: بواسطة PressTV - الدكتور ويبستر تاربلي و ستيف ليندمان  يعرضون آخر التطورات في سوريا، بما في ذلك الاعتراف العلني من قبل الغرب بتسليح المقاتلين في خضم وساطة  الأمم المتحدة "لوقف إطلاق النار،" وبوجود تنظيم القاعدة في صفوف المعارضة السورية، و الاضطراب العام للمعارضة السورية، والانتخابات الأخيرة في سوريا، ومحاولة الولايات المتحدة إقناع تركيا بالعمل الفعلي من خلال تهديدها بتسليح وتحريك المقاتلين الأكراد في جميع أنحاء المنطقة. ضيفPressTV من Beruit يعامل المشاهدين بالنفاق النموذجي الذي يميز كل من يسوق للأجندة الغربية.

وهذا هو رابط المقال الأصلي

Next Round of Destabilization in Syria Begins


التهديد "الكردي" برعاية الولايات المتحدة موجه إلى تركيا، وليس سوريا


التهديد "الكردي" برعاية الولايات المتحدة موجه إلى تركيا، وليس سوريا
بقيت الجماعات الكردية حتى الآن خارج عملية زعزعة الاستقرار (نشر الفوضى) في سوريا التي يقودها حلف الناتو ، والتهديدات الأمريكية بتسليح وإطلاق الجماعات الكردية لإقناع تركيا بأداء المطلوب منها.
بقلم توني كارتلوشي

18 أيار 2012 - كانت أعمال العنف في سوريا التي نفذت غالبيتها من قبل الجماعات المتطرفة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تم تنظيمها، وتمويلها، وتسليحها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، مع جماعة الحريري في لبنان والتي لعبت دور الداعم الرئيسي.  والتي انطلقت باكراً عام 2007، بتقرير أفاد أن جماعة الإخوان المسلمين المسلحة سيئة السمعة في سوريا بالفعل قد تلقت الدعم من الغرب لبدء تقويض سوريا كجزء من إستراتيجية أعظم لكسر الحلف الإيراني – السوري - وحزب الله الفعال على امتداد الإقليم (المنطقة).
يقطن الأكراد منذ مدة طويلة الأراضي الممتدة على طول الحدود الإيرانية، العراقية، السورية، والتركية، وتقاتل ضد القوات التركية، مع استضافة العراق الذي تحتله الولايات المتحدة للغزوات التركية  التي تهدف إلى سحق المعاقل الكردية المزعوم. خلافا لمعركة سوريا ضد المتشددين الإسلاميين الممولين والمسلحين أجنبياً، حتى أن الكثير منهم غير سوريين، فقد كان "المجتمع الدولي" مكتوم الصوت خلال حملات الجيش التركي ضد الأكراد داخل وخارج الحدود التركية.  وحتى أنه طوال فترة الاضطرابات الحالية في سوريا، واصلت تركيا القيام بعمليات عسكرية ضد الأكراد.
صورة: يقطن الأكراد المنطقة على جوانب حدود إيران والعراق وسوريا وتركيا. فبينما تعايش الأكراد في شمال العراق مع غيرهم من العراقيين، وتمتعوا بدرجة نسبية من الاستقلالية، و تمتعوا في سوريا بحماية الأسد جنبا إلى جنب مع مجموعات الأقليات السورية الأخرى، فقد خاض الأكراد في تركيا لعقود طويلة معركة ضد الحكومة التي واصلت ملاحقتهم داخل وخارج حدود البلاد. فإذا تم تسليح الأكراد من جانب الولايات المتحدة، فسوف يتوجهون إلى أنقرة، وليس دمشق - وهكذا جاء التهديد الأخير لواشنطن باتجاه تركيا، وليس سوريا.
....
ظل السكان الأكراد السوريون على الحياد، كحال معظم الأقليات في سوريا - خوفا من عواقب السماح للمتطرفين المدججين بالسلاح والمدعومين من الخارج بتدمير بلدهم على غرار النموذج ليبيا، وفرض عقوبات شديدة القسوة عليهم، واقتلاعهم أو إبادتهم جميعا ، كما حصل لشعب التوارقة في ليبيا. حتى ذلك الحين، كان التحرك الأخير لواشنطن - بالإضافة إلى الاعتراف علنا ​​أنهم يسهلون تسليح المعارضة السورية في خضم وساطة الأمم المتحدة لـ"وقف إطلاق النار" - بدعوة "الأكراد" في سوريا لإجراء محادثات حول تسليحهم وتوظيفهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، و هذا السيناريو يبدو مستبعدا جدا. في الواقع، قد تقوم واشنطن بتسليح أكراد سوريا بشكل جيد للغاية، ولكنهم وجهتهم في نهاية المطاف لن تكون دمشق، بل أنقرة.
وحتى لو قرر أكراد سوريا الانتفاض ضد الحكومة السورية خدمة للمصالح الغربية أولاً، تماما كما يحدث في ليبيا، فالأسلحة، والنقود، والدعم التي يستخدمونها للقيام بذلك ستنتهي باستخدامها ضد تركيا في المستقبل القريب. في ليبيا، تدفقت الأسلحة من حلف شمال الأطلسي بالفعل إلى الشركات التابعة لها وهي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة (LIFG- Libyan Islamic Fighting Group's ) وعبر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQIM - Al Qaeda in the Islamic Maghreb)، وحتى في أيدي مجموعة بوكو حرام النيجيرية.
نشرت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي (وهي مركز فكري لأبحاث سياسة الولايات المتحدة ممولة من قبل الشركات الرأسمالية الراعية للمراكز الفكرية) تحت عنوان "المعضلة السورية: استجابة تركيا للأزمة" أشارت فيها إلى أن تركيا هي الوكيل المثالي بالنسبة للغرب للاعتماد عليها في تنفيذ جدول أعماله (أجندته)، ولكنها أيضا اعترفت بالمأزق الصعب الذي تواجهه تركيا. لم تتمكن تركيا أن تتدخل بمصداقية في سوريا بذريعة "أسباب إنسانية" في حين أنها تنفذ حملات عسكرية مماثلة ضد الأكراد داخل حدودها، وأي توغل تركي في سوريا يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب المجتمع الكردي في جميع أنحاء المنطقة.
تركيا، التي تم انتخابها من قبل مراكز فكر السياسة الخارجية للولايات المتحدة لإنشاء "ممرات آمنة" في سوريا لقوات وكلاء حلف شمال الأطلسي، لم تحقق بعد أي خطة عمل ملموسة. قد يكون السبب أن تركيا ترددت أمام ما سيكون في نهاية المطاف المرحلة الأولى من الحرب الأكبر ضد إيران، وتاليا روسيا والصين. تستخدم الولايات المتحدة تركيا كوكيل، لمحاربة أعدائها (أعداء الترك في الماضي)، بعد نزيف جنودها الشديد وإفلاس دافعي الضرائب في العراق وأفغانستان.يبدو أن التردد التركي، غير مستساغ بنظر واشنطن بعد طرح العديد من الجزر، ويبدو أنه الآن يعطل عصا التوجيه لكل العملية. و إذا ما كانت تركيا بحاجة لأسباب أكثر للانغماس في الموقف المؤيد لمحور وول ستريت- لندن، ينبغي أن يحقق ذلك الاستفزاز الأخير من جانب واشنطن.
من غير المرجح أن يحقق الغرب أي نجاح في إشعال الانتفاضة الكردية في سوريا. بل من غير المحتمل أيضا أن تحقق أي محاولة من جانب الغرب لتسليح الأكراد كإجراء عقابي ضد تركيا دفعاً للعملية، في حال ساعدت تركيا الحكومة السورية في استعادة النظام داخل حدودها. ومع ذلك، إذا ما ساعدت تركيا الغرب في زعزعة الاستقرار، تقسيم، وتدمير سوريا، سينتج ذلك نقطة انطلاق لأنشطة المتشددين الغير شرعية في كل الاتجاهات بما في ذلك أنقرة وذلك على غرار ليبيا التي ينعدم فيها القانون. وإذا كانت ليبيا " ما بعد الثورة" بواقعها المرير يمكن أن تكون بمثابة تحذير لتركيا ضد التورط أكثر في الأجندة الغربية، فتظاهر الغرب بالتقارب مع معمر القذافي في ليبيا "ما قبل الثورة" قبل خيانته في نهاية المطاف يمكن أن تكون بمثابة إنذار لتركيا يدفعها إلى الاعتقاد أنها لا تمثل أكثر من وسيلة ضغط بيد الغرب الذي يسعى إلى استخدامها لتحقيق مصالحه على وجه الحصر.

وهذا هو رابط المقال الأصلي

US "Kurdish" Threat Aimed at Turkey, Not Syria


18‏/05‏/2012

التسليح الرسمي للمتطرفين في سوريا من قبل الولايات المتحدة


التسليح الرسمي للمتطرفين في سوريا من قبل الولايات المتحدة

انتهى النفي، مسؤولون أمريكيون يعترفون بقيام الولايات المتحدة والسعودية بدعم تسليح الإرهابيين في سوريا مالياً و لوجستياً.

بقلم  توني كارتلوشي
16 أيار 2012 - أعلنت مؤخرا في تقرير "بروكينغز تعلن رسمياً الخطوة التالية في سوريا: الحرب"، جاء فيه "اعتراف مركز أبحاث بروكنغز للسياسة الأميركية ، بأن خطة كوفي عنان للسلام في سوريا والمكونة من ست نقاط هي مجرد خدعة لكسب الوقت لإعادة تنظيم الوكلاء الإرهابيين الغير فعالين لحلف الناتو وتوفير الذريعة اللازمة لهم لإنشاء ملاذات آمنة محمية من منظمة حلف شمال الأطلسي يتم منها تنفيذ عملياتهم الإرهابية". وتطرق بالتفصيل، كيف أنه في العام 2007، اعترفت الولايات المتحدة، والسعودية، والمسؤولون الإسرائيليون بأنهم أنشئوا جبهة مسلحة من المتطرفين لغرض وحيد هو التسبب في زعزعة الاستقرار في سوريا التي نراها اليوم، وإسقاط الحكومة السورية في نهاية المطاف. ولقد صار واضحاً أن هؤلاء المسلحين المتطرفين لهم علاقات مباشرة مع تنظيم القاعدة.
تم الاعتراف بشكل تام الآن أنه يجري فعلياً تقديم الأسلحة، والأموال، والدعم اللوجستي للقوى الإرهابية في سوريا من قبل الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، وقطر، وغيرها من دول الخليج. هذا، و بالرغم من وقف إطلاق النار الحالي للأمم المتحدة فإن مواصلة الغرب تحميل  الحكومة السورية مسؤولية الانتهاكات، يشير فعلياً إلى اكتمال إعادة التنظيم، إعادة التسليح، وإعادة التوزيع لوكلاء حلف الناتو الإرهابيين، وأن جولة أخرى من العنف المدمرة قد بدأت.
وقد أكد في مقالة واشنطن بوست بعنوان، " يحصل المتمردون السوريون على إمدادات أسلحة وأموال مستمرة من دول الخليج المجاورة، وبتنسيق الولايات المتحدة "، وليس هذا فقط هو الاعتراف، لكن مطالبات الرئيس السوري بشار الأسد التي أثبتت أن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عنيفة تاريخيا، وقد قال سيمور هيرش في عام 2007 بأنها وكيل مباشر للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل يتم تمويلها ودعمها، كما يتم تقديم السلاح مباشرة وجرعات التمويل للمتطرفين لارتكاب أعمال إرهابية في جميع أنحاء سوريا.
ولقد تم الاعتراف حالياً من قبل صحيفة واشنطن بوست بأن المناطق في جميع أنحاء سوريا التي يتم تصويرها كمراكز للاحتجاجات "مؤيدة للديمقراطية"، والتي تعصف بها أعمال عنف نتيجة "القمع" من قبل القوات السورية، ليست سوى المناطق التي فيها "يتم تخزين المواد." وهذا يشمل المدينة المضطربة ادلب على الحدود التركية السورية، وفي ضواحي دمشق، وعلى طول الحدود السورية مع لبنانومرة أخرى، كشف سيمور هيرش في عام 2007، أن الولايات المتحدة وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية كانت قد خططت لتجميع متطرفين على طول الحدود السورية لارتكاب أعمال عنف شديدة جدا وهذا ما تم الإفصاح عنه من قبل واشنطن بوست اليوم.
اعترفت الواشنطن بوست صراحة بأن هذه الأسلحة، واللوازم (مؤن – ذخيرة – وسائل ومعدات)، المال والدعم، والتي قدمتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية هي المسؤولة بشكل مباشر عن العنف المتزايد في سوريا، في خضم وقف لإطلاق النار يحاول الغرب استخدامه بمكر لتشويه سمعة الحكومة السورية وإعاقة قدرته على استعادة النظام، وعلى أرض الواقع، إعادة تسليح، وإعادة تنظيم، وإعادة توزيع الوكلاء الإرهابيين للبدء بمحاولة أخرى لتغيير النظام بالقوة بدعم من الخارج:
"ويبدو تأثير التسلح الجديد واضحا في اشتباك يوم الاثنين الماضي بين المعارضة والقوات الحكومية للسيطرة على مدينة الرستن قرب حمص التي يسيطر عليها المتمردون. حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن قوات المتمردين الذين اجتاحوا قاعدة حكومية قد قتلوا 23 جنديا سوريا. " واشنطن بوست، 16 أيار 2012
اعترفت الواشنطن بوست أيضا بأن واشنطن، مرة أخرى، في خضم وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، كانت تحاول تحريك مزيد من العنف حتى الآن، وهذه المرة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون الذين بقوا خارج الصراع الذي يهيمن عليه التدخل الخارجي.
ومن المفارقات، أن الدعم العسكري الذي يجري ضخه في الداخل السوري من قبل الولايات المتحدة ودول الخليج لتأجيج العنف بشكل هادف في خضم وقف لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة، يتواصل حتى بعد اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية بأن تنظيم القاعدة موجودة ونشط في سوريا، وهذا بعد تصريح الجماعات الإرهابية بمسؤوليتها عن سلسلة من التفجيرات التي أودت بحياة كثيرين معظمهم من المدنيين.
وفي خضم هذه المحاولة المعترف بها لزيادة العنف والفوضى، أعلنت الواشنطن بوست أيضا أنه سيجري الضغط على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لاستدعاء المادة الرابعة من ميثاق منظمة حلف شمال الأطلسي، مما يسمح لمنظمة حلف شمال الأطلسي بالتدخل عسكريا "لوقف" العنف الذي اعترفوا صراحة ​​بأنهم يسببونهوعلى عكس النزاعات السابقة - فاعتراف الولايات المتحدة "ليس للتشويش على نواياهم، بل هو  إعلان مفتوح للنوايا لإثارة حرب العدوان - لجميع المشاركين بجريمة نورمبرجفي الواقع، ولقد لوحظت أوجه الشبه المباشرة من قبل المحللين الجيوسياسيين بين حملة الزعيم النازي أدولف هتلر في العام 1938 فشهر سبتمبر لزعزعة الاستقرار في تشيكوسلوفاكيا، وزعزعة الاستقرار الحالي في سوريا من قبل حلف الناتو الحالية.

صور: إن "جمعية هنري جاكسون" و "معهد بروكينغز" ليست سوى اثنين من كثرة مماثلة من "مراكز الفكر" مع أعضاء متطابقة وشركات راعية متطابقةهذه هي قائمة المسببين لمسيرة طويلة متزايدة من جرائم الحرب الأطلسية، بما في ذلك تلك التي أذن بها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، المدان رسميا الآن كمجرم حرب. بينما تجريم بوش يفتقر حاليا لوسيلة واقعية للاعتقال وإصدار الحكم عليه، فإذا عرفنا الشركات والمؤسسات الواضعة للسياسات التي يستخدمها بوش لارتكاب جرائمه، نحن الشعب، بأنفسنا، يمكن أن تبدأ العملية من خلال "فرض عقوبات" على هذه المصالح الخاصة  بالمقاطعة. (انقر الصور للتكبير)
الإدانة التاريخية التي أصدرتها لجنة كوالالمبور لجرائم الحرب، والتي أدانت جورج بوش الرئيس السابق للولايات المتحدة بارتكاب جرائم حرب، يشكل سابقة لاستخدامها ضد هؤلاءلاتهامهم بارتكاب جرائم حرب اليوم، وبطبيعة الحال إلى توسيع النموذج والبناء عليه، بما في ذلك الطرق والمكالمات الرسمية لفرض عقوبات على المنظمات والمؤسسات الداعمة للقادة  المتهمين بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك مراكز الفكر المهندسة لسياسة جرائم الحرب على حد سواء مع مقاطعة ومنع الشركات والمؤسسات التي تمول هذه المؤسسات الفكريةهذا لا يحتاج إلى قانون من قبل الأمم المتحدة، أو الحكومة الوطنية الخاصة بكيمكنك أن تبدأ مقاطعة هذه الشركات اليوم، وتبدأ بالتالي تقويض السلطة والحصانة  من العقاب التي تديرها.
وهذا رابط المقال الأصلي

 US Officially Arming Extremists in Syria


Translate