17‏/04‏/2013

المقالة السادسة: هل سمعتم قبل الربيع العربي المزعوم بربيع فاشل في تايلندا عام 2010؟ الجزء2


المقالة السادسة: هل سمعتم قبل الربيع العربي المزعوم بربيع فاشل في تايلندا عام 2010؟ افتضح باكرا أنه مجرد فلم هوليودي مركب ومغطى إعلامياً، أبطاله القناصة المجهولون وكاميرات وتقارير النشطاء المجهولين أيضا (ج2):

من العاشر من نيسان، حتى نهاية الاحتجاجات في 29 أيار التي اتسمت بإحراق متعمدٍ للمباني على نطاق واسع، معارك ليليةٌ ونهارية، وهجماتٌ بالقنابل اليدوية، ونيرانالقناصة أودت بحياة 91 شخصاً. منهم 9 من الجنود والشرطة، كما قتلت امرأة بهجوم بقنبلة يدوية M79، ومتظاهر واحد على الأقل لقي حتفه باستنشاق الدخان أثناء نهب مبنى تم إشعاله من قبل المتظاهرين الآخرين. شملت حالات الوفاة  الـ 80 المتبقية الصحفيين والمارة والعمال في الحقل الطبي، والمحتجين الذين قضوا في تبادل إطلاق النار. لتفسير لماذا كانت هذه المجزرة ضرورية، شون بونبراكونغ، بعد اعترافه بأن المسلحين المجهولين كانوا يعملون لصالح حركته، أدلى باعتراف مثيرٍ آخر في مقابلة في 24 نيسان. عندما سُئِل لماذا رفض قادة الاحتجاج عرض الحكومة بإجراء انتخابات جديدة خلال 9 أشهر، أجاب بقوله أنه بعد وقوع حادث 10 نيسان الدامي، شعروا بأن يدي رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا "ملطخة بالدماء" وأنه سيكون من الأفضل أن يُحلَّ البرلمان التايلاندي. وتابع بالقول إن مطالب الاحتجاج قد تغيرت مباشرة إلى الحل الفوري للبرلمان إضافة لمغادرة رئيس الوزراء ابهيسيت البلاد.

تُقدّم الأحداث المأساوية في تايلند مثالاً حيا - كاملاً مع الاعترافات الوقحة- لكيفية استخدام "مسلحين غامضين" مأجورين لإثارة المشاهدين بشكل بشع لتشويه الحقائق لصالح جماعات المعارضة المدعومة من الخارج. عنفهم يخدم غرضين، خلق ما يكفي من الفوضى وسفك الدماء لإجبار حكومة على الاستقالة، أو لتبرير تصاعد الغضب والعنف بين الناس العاديين المطمئنين والمحتجين الفاسدين. في الحالة السورية، صعدت التقارير عن المسلحين الغامضين و"فرق الموت" الوضع بشكل مثير (دراماتيكي)، على حساب الآلاف من الضحايا المدنيين. وصفت التقارير الصادرة عن قناة العالم الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة العربية كيفية ارتباط القناصة بالمملكة العربية السعودية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية حيث تعمل في سورية لاغتيالٍ هادفٍ للمتظاهرين من أجل توسيع الاضطرابات. وتصف التقارير سائق دراجة نارية يقوم بإيصال قناصٍ إلى مبنى قبل أن ينطلق مبتعداً. حالما يتمركز القناص فإنه يطلق النار على المتظاهرين. قوات الأمن السورية تحاصر المبنى ويحدث تبادل لإطلاق النار. يخلص النص للقول بإصابة القناص ونقله إلى المستشفى.

يثبت تقرير ولقطات قناة العالم كلا من رواية الحكومة وشهود العيان التي أوردت في وسائل الإعلام الدولية، مشيرةً إلى أن "القناصة على الأسطح " كانوا يطلقون النار على المتظاهرين. في حين يفترض "النشطاء الحقوقيين" أن القناصة من قوات الأمن، تزعم الحكومة بأن مسلحين قد فتحوا النار على المتظاهرين وقوات الأمن على حد سواء. أشار تقرير لشبكة CNN في نيسان 2011 أن مسؤولاً سورياً قال أن " مجموعات مسلحة غير معروفة تطلق النار من  على أسطح المنازل على المتظاهرين وقوات الأمن. "1

قال النشطاء أنهم يعتقدون أن الناس على أسطح المنازل كانوا قناصة من قوات الأمن ولكن دون تقديم أي دليلٍ خارجٍ عن "روايات الشهود." أوردت وكالة شينخوا الصينية حوادثاً متعددة عبر سوريا ذكرت فيها أن عصابات مسلحة قد اشتبكت مع قوات الأمن حيث قتل أعضاء من الجانبين. حصد هجومٍ واحدٍ حياة 8 من المارة. قدمت وسائل الإعلام الرسمية السورية الأدلة على أن الجماعات التي تم القبض عليها كان معها بطاقات اتصالات (SIM) غير سورية في هواتفهم إلى جانب معدات تستخدم لارتكاب أعمال العنف. 2

هوامش:
2-Mobile Phones Usingnon-Syrian SIM Cards, SANA News Agency, April 23, 2011


ملاحظة لمن يرغب أن يطلع أكثر على الربيع الفاشل في تايلند يمكنه العودة إلى مقالة:
توظيف الفظائع لإنتاج النظام

تم نشر هذه المقالة على موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3786

06‏/04‏/2013

المقالة الخامسة: هل سمعتم قبل الربيع العربي المزعوم بربيع فاشل في تايلندا عام 2010؟



المقالة الخامسة: هل سمعتم قبل الربيع العربي المزعوم بربيع فاشل في تايلندا عام 2010؟ افتضح باكرا أنه مجرد فلم هوليودي مركب ومغطى إعلامياً، أبطاله القناصة المجهولون وكاميرات وتقارير النشطاء المجهولين أيضا (ج1):
بينما وثّقت الحكومة السورية ومنذ البداية قيام "الجماعات المسلحة" والقناصة على الأسطح بارتكاب أعمال العنف ضد المتظاهرين وقوات الأمن، فإن تقارير وسائل الإعلام الخارجية كقناة الجزيرة، التي استمرت برفض الرواية الرسمية اعتمدت فقط على شهادات مجهولة للمعارضين، حول حملة الإجراءات الحكومية غير المبررة تجاه المدنيين في سوريا. تضمنت مقالة قناة الجزيرة بعنوان "مقتل تسعة أشخاص في سوريا أثناء تشييع جنازة" شهادات من أحد مراسليهم على الأرض الذي قال:
قوبلت الجنازة بوابل من إطلاق النار، بالتأكيد أصيب الكثير من الناس مباشرة أمامنا واستدارت السيارات حولنا هنا وهناك، واستطيع أن أقول لكم أن مشهد الفوضى كان غير قابلٍ للتصديق، إلى حد كبير يبدو كأن الجميع هنا في الجزء الجنوبي من البلاد يحملون الأسلحة الآن. من غير الواضح من الذي كان يطلق النار على من، وهذا جزء من الفوضى ... ولكن من الواضح أن حدثاً عنيفاً جداً يجري الآن تنفيذه هنا في جنوب البلاد.1
برغم الغموض، يبدو هذا الوصف تأكيداً لصحة إصرار الحكومة السورية بأنهم ليسوا وحدهم من يحملون الأسلحة النارية. استمر ظهور التقارير عن المسلحين الغامضين والقناصة على الأسطح، وتوالى وقوع الأحداث في جميع أنحاء العالم بشكل مماثل للنموذج التايلندي حيث انطلقت حملة زعزعة الاستقرار برعاية الولايات المتحدة في جنوب سوريا.
في العاشر من نيسان، 2010، حاول الجيش التايلاندي تفريق أنصار قطب الاتصالات الملياردير والزعيم السياسي المنفي تاكسين شيناواترا (المرتدين للقمصان الحمراء) المحتشدين عند "نصب الديمقراطية" في بانكوك. كان الجيش يستخدم خراطيم المياه والرصاص المطاطي عندما قامت مجموعة مسلحين مجهولين بالهجوم بالقنابل اليدوية ونيران القناصة فقتلت العقيد رومكلاو من الجيش التايلاندي وستة جنود آخرين. تراجعت القوات على الفور في حالة من الفوضى، بينما انقسم المحتجون بين مرتبك ومداهن. تحرك المسلحون المجهولون مندسين خلال المتظاهرين وهم يطلقون النار بشكل متقطع على القوات التايلاندية التي ردت بدورها على إطلاق النار. في المجموع قتل 23. بينما لم يكن المتظاهرون جاهلين تماماً بالمناورة، فإنه من المستبعد أن يكون حراس الأمن قد علموا بالهجوم الوشيك، حيث اندفع العديد منهم فوراً لحماية الجنود الذين سقطوا في مواجهة المتظاهرين العدوانيين، بينما تواصلت المعارك النارية في أماكن أخرى.
كان واضحاً تماماً تورط طرفٍ ثالثٍ على درجة عالية من التدريب، والإعداد الجيد، ولسوء الحظ بشكل مخالف عما هو في سوريا حيث هناك القليل من المغامرين الأجانب وعدد أقل من الكاميرات (المصورين) حيث تعذَّر إرسال لقطات الإعادة، فقد استطاعت كاميرات الهواة والمحترفين المحليين والأجانب على حد سواء (في تايلاند)، تسجيل العراك على شريط فيديو. وسرعان ما تم دحض الاستنكارات من قبل قادة الاحتجاج في التغطية الأولية تدريجياً مع ظهور اللقطات لأولئك "الرجال في الأسود". المتحدث الدولي باسم المحتجين، شون بونبراكونغ، قال لرويترز إن عناصراً من الجيش واكبت تحركاتهم، بما فيهم أولئك المسلحين الغامضين المرتدين لملابس سوداء هي التي قامت بمذبحة العاشر من نيسان.2 وقال: "إنهم وحدة سرية في الجيش تعارض ما يحدث. لولاهم، أي الرجال بالملابس السوداء، لكانت حصيلة القتلى والجرحى أكثر بكثير." إضافة لذلك فإن الزعيم المشتبه به لمجموعة المسلحين هذه، اللواء المنشق خاتييه ساوسديبول، والمعروف باسم "سيه داينج" نفى بشكل وقحٍ تصريحه في وقت سابق حول قيادته 300 رجل مسلح مدربين على ''القتال القريب،'' يحملون قاذفات قنابل M79، قبل أن يتراجع عن  تصريحاته في لقاءات لاحقة.3
هوامش:
1-Nine killed’ at Syria funeral processions, Al-Jazeera, April 23, 2011
ملاحظة لمن يرغب أن يطلع أكثر على الربيع الفاشل في تايلند يمكنه العودة إلى مقالة:
توظيف الفظائع لإنتاج النظام


تم نشر هذه المقالة على موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3783

01‏/04‏/2013

الصراع السوري: ثمن تحدي الغرب


الصراع السوري: ثمن تحدي الغرب

Syrian Conflict: The Price of Defying the West



تكشف مقالة هآرتس أن الصراع السوري نتيجة مباشرة كعقاب على تحدي الأسد للغرب ، وعرقلته هجوم الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران.


28 آذار 2013 (LD) -  نشرت صحيفة هآرتس مؤخرا مقالا يكشف بشكل استثنائي، ويؤكد أن تقرير مؤسسة بروكينج - "أي طريق إلى بلاد فارس؟" – وهو خطة لتقويض وتدمير إيران - قد تم بالفعل وضعه في مرحلة التنفيذ، وبأن الصراع السوري الحالي ما هو إلا نتيجة مباشرة لتحدي سوريا وإيران للغرب وتعطيل ما كان ليكون رصاصة الرحمة المراد توجيهها إلى طهران.

حملت المقالة عنوان، "الأسد صديق إسرائيل" ما يظهر للوهلة الأولى على أنه محاولة رخيصة تفتقر للبراعة لتصوير الرئيس السوري بشار الأسد بأنه متحالف بطريقة أو بأخرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بدلا من ذلك، فإنها تكشف أن إسرائيل في الواقع قد حاولت بشكل حرفي تنفيذ، الاستراتيجيات المقررة في تقرير معهد بروكينغز "أي مسار إلى بلاد فارس؟" ، حيث كان على إسرائيل إغراء سوريا بالابتعاد عن إيران تحسبا لضربة أمريكية إسرائيلية على طهران والحرب التي تلي ذلك معها.
من الواضح أن سوريا لم تقع في الفخ، ونتيجة لذلك، أُقحمت في الحرب، العدوانية المدمرة الحاقدة بالوكالة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وحلفائهم في المنطقة.
تنص مقالة هآرتس تحديدا على:
كان لنتنياهو عدد من الدوافع، للاقتراب من الأسد. الأول، أنه أراد وضع بعض المسافة بين سوريا وإيران، على أمل أن تقف دمشق جانبا في حالة وقوع هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو.
والثاني، إن فقدان إسرائيل لتحالفها مع تركيا ومصر لاحقا، يضاعف من المخاوف حول تدهور الوضع الأمني ​​في الجنوب، وهذا ما دفع القدس لشراء الهدوء على حدودها الشمالية.
وكان الدافع الثالث السعي إلى إضعاف حزب الله، في حين كان الرابع لمعالجة المخاوف من أن المتمردين السوريين هم في الواقع عناصر تنظيم القاعدة وأن سقوط نظام الأسد من شأنه أن يحول سوريا إلى دولة إسلامية معادية.
بطبيعة الحال، في حين تعترف هآرتس بأن ما يسمى بـ "المتمردين السورية" هم في الواقع إرهابيو القاعدة الشريرة مع عدم وجود النية لإقامة ما يشبه "الحرية" أو "الديمقراطية" في سوريا، خلافا للرواية التي روجها بالغرب طويلاً، إنّ إسرائيل هي في الواقع واحدة من المتآمرين الثلاثة الأوائل في تقوية ونشر الجيش الإرهابي في المقام الأول.
في مادة الصحفي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر في نيويوركر لعام 2007 المادة، "إعادة التوجيه: هي سياسة الإدارة الجديدة التي يستفيد منها أعداؤنا في الحرب على الإرهاب؟" ذكر تورط إسرائيل بشكل مباشر في المؤامرة الغادرة لإيصال المساعدات والأسلحة للمتطرفين الطائفيين في محاولة للإطاحة بإيران وحلفائها في المنطقة:
في العام الماضي، وضع السعوديون والإسرائيليون، وإدارة بوش سلسلة من التفاهمات غير الرسمية حول اتجاههم الاستراتيجي الجديد. ما لا يقل عن أربعة عناصر رئيسية شاركت بحسب ما أخبرني المستشار في الحكومة الأميركية. أولا، سوف يكون  على إسرائيل أن تتأكد أن أمنها في غاية الأهمية وإن واشنطن والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول السنية تشاركها مخاوفها إزاء إيران.
ثانيا، على السعوديين أن يطالبوا حماس، الحركة الإسلامية الفلسطينية التي تلقت الدعم من إيران، بالحد من موقفها المعادي لإسرائيل والبدء في محادثات جادة حول المشاركة في القيادة مع فتح، الجماعة الفلسطينية الأكثر علمانية. (في شباط توسط السعوديون لعقد صفقة في مكة بين الفصيلين، ولكن إسرائيل والولايات المتحدة قد أعربتا عن عدم رضاهما بالشروط.)
وكان العنصر الثالث أن تعمل إدارة الرئيس جورج بوش مباشرة مع الدول السنية لمواجهة صعود الشيعة في المنطقة.
رابعا، على الحكومة السعودية، وبموافقة واشنطن، أن توفر الأموال والمساعدات اللوجستية لإضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا. اعتقد الإسرائيليين أن ممارسة مثل هذا الضغط على حكومة الأسد سوف يجعلها أكثر ميلا للمصالحة وانفتاحا على المفاوضات. فسوريا هي الممر الرئيسي للأسلحة إلى حزب الله. والحكومة السعودية أيضا على خلاف مع السوريين حول اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، في بيروت عام 2005، والتي تعتقد أن حكومة الأسد مسؤولة عنها. كان الحريري، الملياردير السني، مرتبطا بشكل وثيق مع النظام السعودي ومع الأمير بندر. (تحقيق للأمم المتحدة اقترح بقوة أن السوريين كانوا متورطين، لكنه لم يقدم أي دليل مباشر، وهناك خطط لتحقيق آخر، من قبل المحكمة الدولية.)
اعتقدت إسرائيل بأن الضغط على سوريا من شأنه أن يجعلها أكثر "ميلا للصلح ومنفتحة على المفاوضات،" بالإضافة إلى "الدوافع" التي ذكرتها مقالة هآرتس أخيرا، والتي أخذتها مباشرة من تقرير مؤسسة بروكينج عام 2009 في "أي مسار إلى بلاد فارس؟". وقد قال التقرير بالتحديد:
"... قد يريد الإسرائيليون تأجيل [ضرب إيران] حتى يكون لديهم اتفاق سلام مع سوريا في متناول اليد (على افتراض أن القدس تعتقد أن واحد هو في متناول اليد)، التي من شأنها أن تساعدهم على تخفيف ردود الفعل السلبية المحتملة من حزب الله وحماس. وبناء على ذلك، فإنها قد ترغب بأن تدفع واشنطن بقوة في الوساطة بين القدس ودمشق. " صفحة 109 من التقرير.

أي مسار إلى بلاد فارس؟ ملف ب يدي إف
....
بشكل واضح رفضت سوريا "اتفاق السلام" المخادع مع إسرائيل، على عكس جيرانها الإقليميين تركيا والأردن والمملكة العربية السعودية، وقطر، وهم الآن يعملون في خطوات متوافقة مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. وبينما لم يتعرض هؤلاء الجيران للفتنة والمذابح التي أصابت دولا عربية أخرى من خلال "الربيع العربي" المدبر من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وقد كانت سوريا الأكثر تضررا ولزمن أطول. قد تكون قدرة ومرونة سوريا أخرت أو حتى وضعت جانباً على الرف الخطط الغربية التي تهدف إلى تأكيد الهيمنة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تأخير الحرب إلى مدى غير محدد مع إيران.
إن محاولات إسرائيل الماكرة للوم سوريا هي واحدة فقط من عدة استراتيجيات محددة دعا إليها معهد بروكينغز في تقريره عام 2009 التي وجدت طريقها بالفعل للتنفيذ. وقد قدم بروكينغز اقتراحا آخر لشطب (إزالتها من قائمة المنظمات الإرهابية) وتسليح الفرقة الإرهابية الشاذة، مجاهدين خلق (MEK). لقد تم إدراج منظمة مجاهدي خلق كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية لعقود، إلا أنها كانت لا تزال تدجج بالسلاح، وتمول، و حتى يتم تدريب عناصرها على الأراضي الأمريكية - وهذا على الرغم من اتهام هذه المجموعة بخطف وذبح الضباط الأمريكيين والمتعاقدين المدنيين .
أخيرا في عام 2012، ألغت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا إدراج منظمة مجاهدي خلق من على قائمة المنظمات الإرهابية، وأعلنت أنها ستبدأ تمويلها وتسليحها بشكل جدي ضد إيران. ذكرت لوس انجلوس تايمز في مقالتها في أيلول 2012 بعنوان، "إزالة الولايات المتحدة لمجموعة مجاهدين خلق الإيرانية من قائمة الإرهاب"، ما يلي:
قال مسؤول أمريكي يوم الجمعة بأنه ستتم إزالة المجموعة الإيرانية الصغيرة في المنفى مجاهدين خلق ولكنها مؤثرة من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية،  بعد حملة ضغط مرتفعة الثمن ادعت أن المجموعة المثيرة للجدل قد نبذت العنف.
بدورها كل من نيويوركر والدايلي ميل البريطانية ذكرت أنه يجري تسليح مجاهدي خلق، تدريبها، وتوجيهها من قبل الغرب في أنشطة إرهابية ضد إيران، بما في ذلك اغتيال العلماء الإيرانيين.



صورة: MEK مجاهدي خلق هي مجرد واحدة من العديد من المنظمات الإرهابية، التي وبرغم ذكرها على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية على هذا النحو، لا تزال تتلقى الأسلحة والتدريب، والأموال، والدعم السياسي من الحكومة الأمريكية. هذا هو النمط الذي شهدناه تكرارا في ليبيا وأخيرا في سوريا - كل حالة نسج وتبرير مع عدد لا يحصى من الأكاذيب المحيطة بالرواية، الكاذبة والمتغيرة باستمرار.
....
إن شطب الولايات المتحدة وتسليحها لمجاهدي خلق يثبت أن الغرب يمتلك النفاق السياسي لتسليح أعدائه "المعلنين" بمنتهى النفاق والخداع. هذه اللعبة الازدواجية بإدانة المنظمات الإرهابية بينما يتم تسليحها في وقت واحد وتوجيهها ضد أعداء الغرب تقودنا بعيدا في تفسير كيف أن إرسال آلاف الأطنان من أسلحة حلف شمال الأطلسي وحلفائه في المنطقة إلى ما يسمى "المعتدلين" في سوريا قد انتهى بشكل حصري تقريبا إلى يد فرع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، والتي برزت بوصفها جبهة المقاتلين الأكثر تسليحا، والممولة جيدا، و الأكثر تنظيما في الصراع.
إن تقرير بروكينغز ليس مجرد قطعة من الورق – بل هو مؤامرة موثقة، نفذت على مرأى من الجميع من قبل الشركات والمصالح المالية التي تجاوزت اثنين على الأقل من الرئاسات الأمريكية في حملتهم الأخيرة ضد إيران وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع. قد تأمل هآرتس أن يقرأ الناس بسرعة هذه المادة ويستنتجوا أن إسرائيل تدعم الدولة السورية بطريقة أو بأخرى، دون الإدراك أبدا لما يتردد بدلا من ذلك عن "اتفاق سلام" مخادع يهدف إلى جذب سوريا وإغرائها، ثم خيانتها بشكل قاتل مثلما حدث في ليبيا.
كذلك تأمل هآرتس أن لا يدرك القراء ما هو واضح - بأن سورية قد رفضت هذه التقارب الماكر سابقا من قبل الغرب والذي أدى إلى "انتفاضة" 2011،  الذي تعترف هآرتس نفسها الآن بأنه من عمل الإرهابيين، وليس "مقاتلي الحرية"، وأنه كما كشفت نيويوركر في عام 2007 يجري تصميمه وإعداده من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل نفسها.
من الواضح أنه تجري معاقبة سورية، وتقسيمها، وتدميرها نتيجة لعرقلتها الخطط الغربية ضد إيران. من الواضح أيضا أن تلك القوات المقاتلة داخل سوريا ضد الشعب السوري وحكومته، للمساعدة والتحريض لاستدعاء العدوان الخارجي ما هو في الأساس سوى محاولة من جانب المصالح الغربية لإعادة استعمار العالم العربي. بينما استهدفت قذائف الهاون التي أطلقها قوات وكلاء حلف الناتو، جامعة دمشق، حاصدة 10-15 من الأرواح البريئة الأخرى، فيجب على الجمهور أن يكون على بينة من الطبيعة العقابية، المتعمدة، للفظائع المرتبة مسبقا والتي يقوم بها هؤلاء "المتمردون".
رابط المقال على موقع http://landdestroyer.blogspot.com

Translate