06‏/04‏/2013

المقالة الخامسة: هل سمعتم قبل الربيع العربي المزعوم بربيع فاشل في تايلندا عام 2010؟



المقالة الخامسة: هل سمعتم قبل الربيع العربي المزعوم بربيع فاشل في تايلندا عام 2010؟ افتضح باكرا أنه مجرد فلم هوليودي مركب ومغطى إعلامياً، أبطاله القناصة المجهولون وكاميرات وتقارير النشطاء المجهولين أيضا (ج1):
بينما وثّقت الحكومة السورية ومنذ البداية قيام "الجماعات المسلحة" والقناصة على الأسطح بارتكاب أعمال العنف ضد المتظاهرين وقوات الأمن، فإن تقارير وسائل الإعلام الخارجية كقناة الجزيرة، التي استمرت برفض الرواية الرسمية اعتمدت فقط على شهادات مجهولة للمعارضين، حول حملة الإجراءات الحكومية غير المبررة تجاه المدنيين في سوريا. تضمنت مقالة قناة الجزيرة بعنوان "مقتل تسعة أشخاص في سوريا أثناء تشييع جنازة" شهادات من أحد مراسليهم على الأرض الذي قال:
قوبلت الجنازة بوابل من إطلاق النار، بالتأكيد أصيب الكثير من الناس مباشرة أمامنا واستدارت السيارات حولنا هنا وهناك، واستطيع أن أقول لكم أن مشهد الفوضى كان غير قابلٍ للتصديق، إلى حد كبير يبدو كأن الجميع هنا في الجزء الجنوبي من البلاد يحملون الأسلحة الآن. من غير الواضح من الذي كان يطلق النار على من، وهذا جزء من الفوضى ... ولكن من الواضح أن حدثاً عنيفاً جداً يجري الآن تنفيذه هنا في جنوب البلاد.1
برغم الغموض، يبدو هذا الوصف تأكيداً لصحة إصرار الحكومة السورية بأنهم ليسوا وحدهم من يحملون الأسلحة النارية. استمر ظهور التقارير عن المسلحين الغامضين والقناصة على الأسطح، وتوالى وقوع الأحداث في جميع أنحاء العالم بشكل مماثل للنموذج التايلندي حيث انطلقت حملة زعزعة الاستقرار برعاية الولايات المتحدة في جنوب سوريا.
في العاشر من نيسان، 2010، حاول الجيش التايلاندي تفريق أنصار قطب الاتصالات الملياردير والزعيم السياسي المنفي تاكسين شيناواترا (المرتدين للقمصان الحمراء) المحتشدين عند "نصب الديمقراطية" في بانكوك. كان الجيش يستخدم خراطيم المياه والرصاص المطاطي عندما قامت مجموعة مسلحين مجهولين بالهجوم بالقنابل اليدوية ونيران القناصة فقتلت العقيد رومكلاو من الجيش التايلاندي وستة جنود آخرين. تراجعت القوات على الفور في حالة من الفوضى، بينما انقسم المحتجون بين مرتبك ومداهن. تحرك المسلحون المجهولون مندسين خلال المتظاهرين وهم يطلقون النار بشكل متقطع على القوات التايلاندية التي ردت بدورها على إطلاق النار. في المجموع قتل 23. بينما لم يكن المتظاهرون جاهلين تماماً بالمناورة، فإنه من المستبعد أن يكون حراس الأمن قد علموا بالهجوم الوشيك، حيث اندفع العديد منهم فوراً لحماية الجنود الذين سقطوا في مواجهة المتظاهرين العدوانيين، بينما تواصلت المعارك النارية في أماكن أخرى.
كان واضحاً تماماً تورط طرفٍ ثالثٍ على درجة عالية من التدريب، والإعداد الجيد، ولسوء الحظ بشكل مخالف عما هو في سوريا حيث هناك القليل من المغامرين الأجانب وعدد أقل من الكاميرات (المصورين) حيث تعذَّر إرسال لقطات الإعادة، فقد استطاعت كاميرات الهواة والمحترفين المحليين والأجانب على حد سواء (في تايلاند)، تسجيل العراك على شريط فيديو. وسرعان ما تم دحض الاستنكارات من قبل قادة الاحتجاج في التغطية الأولية تدريجياً مع ظهور اللقطات لأولئك "الرجال في الأسود". المتحدث الدولي باسم المحتجين، شون بونبراكونغ، قال لرويترز إن عناصراً من الجيش واكبت تحركاتهم، بما فيهم أولئك المسلحين الغامضين المرتدين لملابس سوداء هي التي قامت بمذبحة العاشر من نيسان.2 وقال: "إنهم وحدة سرية في الجيش تعارض ما يحدث. لولاهم، أي الرجال بالملابس السوداء، لكانت حصيلة القتلى والجرحى أكثر بكثير." إضافة لذلك فإن الزعيم المشتبه به لمجموعة المسلحين هذه، اللواء المنشق خاتييه ساوسديبول، والمعروف باسم "سيه داينج" نفى بشكل وقحٍ تصريحه في وقت سابق حول قيادته 300 رجل مسلح مدربين على ''القتال القريب،'' يحملون قاذفات قنابل M79، قبل أن يتراجع عن  تصريحاته في لقاءات لاحقة.3
هوامش:
1-Nine killed’ at Syria funeral processions, Al-Jazeera, April 23, 2011
ملاحظة لمن يرغب أن يطلع أكثر على الربيع الفاشل في تايلند يمكنه العودة إلى مقالة:
توظيف الفظائع لإنتاج النظام


تم نشر هذه المقالة على موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3783

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate