المقالة الثامنة: دعم وزارة الخارجية الأمريكية لجماعات
المعارضة السورية وعلى رأسهم الإخوان المسلمين وتقرير الجامعة العربية (تقرير
الدابي) الذي تم إخفاؤه ...
في عام 2002، قام جون بولتون السكرتير المساعد لوزير
خارجية الولايات المتحدة، بإضافة سوريا إلى "محور الشر" المتنامي. ظهر
لاحقاً أن تهديدات بولتون ضد سوريا تجلت بالتمويل والدعم السري لجماعات المعارضة
داخل سوريا.
في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية AFP في نيسان 2011، ذكرت فيه أن مايكل
بوسنر، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل،
صرح بأن "حكومة الولايات المتحدة قد خصصت 50 مليون دولار خلال العامين
الماضيين لتطوير تقنيات جديدة لمساعدة النشطاء في حماية أنفسهم من الاعتقال
والملاحقة القضائية من قبل الحكومات المستبدة". وتابع التقرير شارحاً أن
الولايات المتحدة "نظمت دورات تدريبية لـ 5000 ناشط في أجزاء مختلفة من
العالم. جمعت الدورة التي أقيمت في الشرق الأوسط منذ حوالي ستة أسابيع نشطاء من
تونس ومصر وسوريا ولبنان عادوا إلى بلدانهم بهدف تدريب زملائهم هناك." أضاف
بوسنر، "رجعوا وكان الأثر مضاعفاً." طبعاً هذا الأثر المضاعف، يصف مسار
الأحداث التي أدت إلى تصاعد الأزمة السياسية السورية الداخلية إلى حرب طائفية
فوضوية.1
لا يزال الدعم السري والمستمر منذ سنوات لجماعات
المعارضة السورية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية كبيراً، ولا سيما على اعتبار أن
المستفيدين كانوا ينتمون كما أوردت التقارير لجماعة الإخوان المسلمين السورية، وهي
المجموعة التي حاولت تاريخيا القيام بانتفاضات متعددة منذ عام 1960 وحكمت منذ فترة
طويلة على الأقلية العلوية – الشيعية بأنّها مجموعات كافرة. مقالة غلوبال بوست
بعنوان "الجيش السوري الحر يعاني من الانقسام،" تؤكّد أن فصائل المسلحين
الذين يقاتلون القوات الأمنية السورية تنتمي لصفوف جماعة الإخوان". الإخوان
المسلمون هي منظمة منتشرة في كل مكان تقريبا كما هو حال الاستخبارات البريطانية MI6 أو وكالة الاستخبارات المركزية CIA ومن قبيل الصدفة تعمل جنبا إلى
جنب مع غيرها من المجموعات التي تمولها الولايات المتحدة "كالناشطين
الشباب" في مختلف أنحاء المنطقة.2
يعود تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في سوريا لعقود. وفقا
لنشرة جامعة برانديز بعنوان "جماعة الإخوان المسلمين السورية ونظام الأسد،"
في عام 1979 هاجمت جماعة الإخوان المسلمين السورية، كما تدعا "إخوان"،
وقتلت بشكل وحشي (مجزرة) 32 طالب ضابط عسكري سوري. كان هذا جزءا من حملة العنف
الأكبر التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا والتي شملت أيضا محاولات
لاغتيال الرئيس السوري. تمثلت الذروة لتلك الحملة المتصاعدة من العنف بسيطرة الجيش
السوري على معقلهم الأساسي وتدميره في مدينة حماة في عام 1982. بعد هزيمتهم، فر
العديد من الأعضاء خارج سوريا، وأسسوا إدارة عملياتهم في لندن.3
بينما اتهمت شركات وسائل الإعلام والبيانات الصحفية
الحكومية الخارجية الحكومة السورية بقتل مدنيين، فقد ذكرت الصحف المحلية السورية وجود الجماعات الإرهابية المسلحة بأحدث الأسلحة
الأمريكية والإسرائيلية، تجوب الريف الدمشقي تقوم بارتكاب أعمال الإرهاب الأعمى بواسطة تفجير
العبوات المتفجرة واختطاف المدنيين. التقرير الأصلي لبعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى
سوريا والذي أنجز في
الفترة من 24 كانون الأول 2011 إلى 18 كانون الثاني 2012 يؤكد ادعاءات وسائل
الإعلام الرسمية السورية.4 تم تجاهل محتويات التقرير إلى حد كبير من
قبل وسائل الإعلام الرئيسية بعدما شككت قطر بالنتائج التي توصل إليها، وهي الدولة
الوحيدة التي تستطيع القيام بذلك في اللجنة الوزارية للجامعة العربية. خلص التقرير
بلا تردد إلى أن الحكومة السورية لم تجري حملة قمع ضد المتظاهرين السلميين. وعلاوة
على ذلك، فإن التقرير يؤكد قيام عصابات المسلحين بتفجير حافلات الركاب المدنية
والقطارات التي تنقل وقود الديزل وحافلات الشرطة، وتفجير الجسور وخطوط الأنابيب. خلال مقابلة مع أحمد المناعي من مراقبي جامعة الدول
العربية، قال انه يدين
الجامعة العربية لفشلها في الاعتراف بالاستنتاجات التي توصل إليها المراقبون،
مصرحاً:
لقد فقدت جامعة الدول العربية مصداقيتها تماماً بإخفائها
تقرير بعثة مراقبيها ونداءها إلى مجلس الأمن. لقد أضاعت الفرصة للمشاركة في تسوية
القضية السورية. كل ما يمكن أن تقدمه في المستقبل سيكون بلا أية قيمة.5
هوامش:
1-US trains
activists to evade security forces, AFP, April 8, 2011
3-The Syrian
Muslim Brotherhood and the Asad Regime, League
of Arab States, Janurary 27, 2012
5-The
observer Ahmed Manaï “The Arab League has buried the observers report on
Syria,” Nawaat, February 08, 2012
تم نشر هذه المقالة على موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3803
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق