الصراع السوري: ثمن تحدي الغرب
Syrian Conflict: The Price of Defying the West
تكشف مقالة هآرتس أن الصراع السوري نتيجة مباشرة كعقاب
على تحدي الأسد للغرب ، وعرقلته هجوم الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران.
28 آذار 2013 (LD) - نشرت صحيفة هآرتس مؤخرا مقالا يكشف بشكل
استثنائي، ويؤكد أن تقرير مؤسسة بروكينج - "أي
طريق إلى بلاد فارس؟" – وهو خطة لتقويض وتدمير إيران - قد تم بالفعل وضعه
في مرحلة التنفيذ، وبأن الصراع السوري الحالي ما هو إلا نتيجة مباشرة لتحدي سوريا
وإيران للغرب وتعطيل ما كان ليكون رصاصة الرحمة المراد توجيهها إلى طهران.
حملت المقالة عنوان،
"الأسد
صديق إسرائيل" ما يظهر للوهلة الأولى على أنه محاولة رخيصة تفتقر للبراعة
لتصوير الرئيس السوري بشار الأسد بأنه متحالف بطريقة أو بأخرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو. بدلا من ذلك، فإنها تكشف أن إسرائيل في الواقع قد حاولت بشكل حرفي
تنفيذ، الاستراتيجيات المقررة في تقرير معهد بروكينغز "أي مسار إلى بلاد
فارس؟" ، حيث كان على إسرائيل إغراء سوريا بالابتعاد عن إيران تحسبا لضربة أمريكية
إسرائيلية على طهران والحرب التي تلي ذلك معها.
من الواضح أن سوريا لم تقع في الفخ، ونتيجة لذلك، أُقحمت
في الحرب، العدوانية المدمرة الحاقدة بالوكالة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل
والمملكة العربية السعودية وحلفائهم في المنطقة.
تنص مقالة هآرتس تحديدا على:
كان لنتنياهو عدد من الدوافع، للاقتراب من الأسد. الأول،
أنه أراد وضع بعض المسافة بين سوريا وإيران، على أمل أن تقف دمشق جانبا في حالة
وقوع هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو.
والثاني، إن فقدان إسرائيل لتحالفها مع تركيا ومصر
لاحقا، يضاعف من المخاوف حول تدهور الوضع الأمني في الجنوب، وهذا ما دفع القدس لشراء الهدوء على حدودها الشمالية.
وكان الدافع الثالث السعي إلى إضعاف حزب الله، في حين
كان الرابع لمعالجة المخاوف من أن المتمردين السوريين هم في الواقع عناصر تنظيم
القاعدة وأن سقوط نظام الأسد من شأنه أن يحول سوريا إلى دولة إسلامية معادية.
بطبيعة الحال، في حين تعترف هآرتس بأن ما يسمى بـ
"المتمردين السورية" هم في الواقع إرهابيو القاعدة الشريرة مع عدم وجود النية
لإقامة ما يشبه "الحرية" أو "الديمقراطية" في سوريا، خلافا للرواية
التي روجها بالغرب طويلاً، إنّ إسرائيل هي في الواقع واحدة من المتآمرين الثلاثة
الأوائل في تقوية ونشر الجيش الإرهابي في المقام الأول.
في العام الماضي، وضع السعوديون والإسرائيليون، وإدارة
بوش سلسلة من التفاهمات غير الرسمية حول اتجاههم الاستراتيجي الجديد. ما لا يقل عن
أربعة عناصر رئيسية شاركت بحسب ما أخبرني المستشار في الحكومة الأميركية. أولا،
سوف يكون على إسرائيل أن تتأكد أن أمنها
في غاية الأهمية وإن واشنطن والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول السنية تشاركها
مخاوفها إزاء إيران.
ثانيا، على السعوديين أن يطالبوا حماس، الحركة الإسلامية
الفلسطينية التي تلقت الدعم من إيران، بالحد من موقفها المعادي لإسرائيل والبدء في
محادثات جادة حول المشاركة في القيادة مع فتح، الجماعة الفلسطينية الأكثر علمانية.
(في شباط توسط السعوديون لعقد صفقة في مكة بين الفصيلين، ولكن إسرائيل والولايات
المتحدة قد أعربتا عن عدم رضاهما بالشروط.)
وكان العنصر الثالث أن تعمل إدارة الرئيس جورج بوش
مباشرة مع الدول السنية لمواجهة صعود الشيعة في المنطقة.
رابعا، على الحكومة السعودية، وبموافقة واشنطن، أن توفر
الأموال والمساعدات اللوجستية لإضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا. اعتقد الإسرائيليين
أن ممارسة مثل هذا الضغط على حكومة الأسد سوف يجعلها أكثر ميلا للمصالحة وانفتاحا
على المفاوضات. فسوريا هي الممر الرئيسي للأسلحة إلى حزب الله. والحكومة السعودية
أيضا على خلاف مع السوريين حول اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني
السابق، في بيروت عام 2005، والتي تعتقد أن حكومة الأسد مسؤولة عنها. كان الحريري،
الملياردير السني، مرتبطا بشكل وثيق مع النظام السعودي ومع الأمير بندر. (تحقيق للأمم
المتحدة اقترح بقوة أن السوريين كانوا متورطين، لكنه لم يقدم أي دليل مباشر، وهناك
خطط لتحقيق آخر، من قبل المحكمة الدولية.)
اعتقدت إسرائيل بأن الضغط على سوريا من شأنه أن يجعلها
أكثر "ميلا للصلح ومنفتحة على المفاوضات،" بالإضافة إلى "الدوافع"
التي ذكرتها مقالة هآرتس أخيرا، والتي أخذتها مباشرة من تقرير مؤسسة بروكينج عام
2009 في "أي مسار إلى بلاد فارس؟". وقد قال التقرير بالتحديد:
"... قد يريد الإسرائيليون تأجيل [ضرب إيران] حتى
يكون لديهم اتفاق سلام مع سوريا في متناول اليد (على افتراض أن القدس تعتقد أن
واحد هو في متناول اليد)، التي من شأنها أن تساعدهم على تخفيف ردود الفعل السلبية
المحتملة من حزب الله وحماس. وبناء على ذلك، فإنها قد ترغب بأن تدفع واشنطن بقوة
في الوساطة بين القدس ودمشق. " صفحة
109 من التقرير.
أي مسار إلى بلاد فارس؟ ملف ب يدي إف
....
بشكل واضح رفضت سوريا "اتفاق السلام" المخادع مع
إسرائيل، على عكس جيرانها الإقليميين تركيا والأردن والمملكة العربية السعودية،
وقطر، وهم الآن يعملون في خطوات متوافقة مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبينما لم يتعرض هؤلاء الجيران للفتنة والمذابح التي أصابت دولا عربية أخرى من خلال
"الربيع
العربي" المدبر من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وقد كانت سوريا الأكثر
تضررا ولزمن أطول. قد تكون قدرة ومرونة سوريا أخرت أو حتى وضعت جانباً على الرف الخطط
الغربية التي تهدف إلى تأكيد الهيمنة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تأخير
الحرب إلى مدى غير محدد مع إيران.
إن محاولات إسرائيل الماكرة للوم سوريا هي واحدة فقط من
عدة استراتيجيات محددة دعا إليها معهد بروكينغز في تقريره عام 2009 التي وجدت طريقها
بالفعل للتنفيذ. وقد قدم بروكينغز اقتراحا آخر لشطب (إزالتها من قائمة المنظمات
الإرهابية) وتسليح الفرقة الإرهابية الشاذة، مجاهدين خلق (MEK). لقد تم إدراج منظمة مجاهدي خلق
كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية لعقود، إلا أنها كانت لا
تزال تدجج بالسلاح، وتمول، و حتى يتم تدريب عناصرها على الأراضي الأمريكية -
وهذا على الرغم من اتهام هذه المجموعة بخطف وذبح الضباط الأمريكيين والمتعاقدين
المدنيين .
قال مسؤول أمريكي يوم الجمعة بأنه ستتم إزالة المجموعة الإيرانية
الصغيرة في المنفى مجاهدين خلق ولكنها مؤثرة من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية
الأجنبية، بعد حملة ضغط مرتفعة الثمن ادعت
أن المجموعة المثيرة للجدل قد نبذت العنف.
بدورها كل من نيويوركر
والدايلي
ميل البريطانية ذكرت أنه يجري تسليح مجاهدي خلق، تدريبها، وتوجيهها من قبل
الغرب في أنشطة إرهابية ضد إيران، بما في ذلك اغتيال العلماء الإيرانيين.
صورة: MEK مجاهدي خلق هي مجرد واحدة من
العديد من المنظمات الإرهابية، التي وبرغم ذكرها على لائحة وزارة الخارجية
الأمريكية على هذا النحو، لا تزال تتلقى الأسلحة والتدريب، والأموال، والدعم
السياسي من الحكومة الأمريكية. هذا هو النمط الذي شهدناه تكرارا في ليبيا وأخيرا
في سوريا - كل حالة نسج وتبرير مع عدد لا يحصى من الأكاذيب المحيطة بالرواية، الكاذبة
والمتغيرة باستمرار.
....
إن شطب الولايات المتحدة وتسليحها لمجاهدي خلق يثبت أن
الغرب يمتلك النفاق السياسي لتسليح أعدائه "المعلنين" بمنتهى النفاق
والخداع. هذه اللعبة الازدواجية بإدانة المنظمات الإرهابية بينما يتم تسليحها في
وقت واحد وتوجيهها ضد أعداء الغرب تقودنا بعيدا في تفسير كيف أن إرسال آلاف
الأطنان من أسلحة حلف شمال الأطلسي وحلفائه في المنطقة إلى ما يسمى "المعتدلين"
في سوريا قد
انتهى بشكل حصري تقريبا إلى يد فرع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة،
والتي برزت بوصفها جبهة المقاتلين الأكثر تسليحا، والممولة جيدا، و الأكثر تنظيما
في الصراع.
إن تقرير بروكينغز ليس مجرد قطعة من الورق – بل هو
مؤامرة موثقة، نفذت على مرأى من الجميع من قبل الشركات
والمصالح المالية التي تجاوزت اثنين على الأقل من الرئاسات الأمريكية في
حملتهم الأخيرة ضد إيران وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع. قد تأمل هآرتس أن
يقرأ الناس بسرعة هذه المادة ويستنتجوا أن إسرائيل تدعم الدولة السورية بطريقة أو
بأخرى، دون الإدراك أبدا لما يتردد بدلا من ذلك عن "اتفاق سلام" مخادع يهدف
إلى جذب سوريا وإغرائها، ثم خيانتها بشكل قاتل مثلما حدث في ليبيا.
كذلك تأمل هآرتس أن لا يدرك القراء ما هو واضح - بأن
سورية قد رفضت هذه التقارب الماكر سابقا من قبل الغرب والذي أدى إلى "انتفاضة"
2011، الذي تعترف هآرتس نفسها الآن بأنه
من عمل الإرهابيين، وليس "مقاتلي الحرية"، وأنه كما كشفت نيويوركر في
عام 2007 يجري تصميمه وإعداده من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية،
وإسرائيل نفسها.
من الواضح أنه تجري معاقبة سورية، وتقسيمها، وتدميرها
نتيجة لعرقلتها الخطط الغربية ضد إيران. من الواضح أيضا أن تلك القوات المقاتلة
داخل سوريا ضد الشعب السوري وحكومته، للمساعدة والتحريض لاستدعاء العدوان الخارجي
ما هو في الأساس سوى محاولة من جانب المصالح الغربية لإعادة استعمار العالم
العربي. بينما استهدفت
قذائف الهاون التي أطلقها قوات وكلاء حلف الناتو، جامعة دمشق، حاصدة 10-15 من الأرواح
البريئة الأخرى، فيجب على الجمهور أن يكون على بينة من الطبيعة
العقابية، المتعمدة، للفظائع المرتبة مسبقا والتي يقوم بها هؤلاء
"المتمردون".
رابط المقال على موقع http://landdestroyer.blogspot.com