"الحرب
الإنسانية" على سوريا؟ التصعيد العسكري.
نحو حرب أوسع على امتداد الشرق
الأوسط ووسط آسيا؟
بقلم ميشيل شوسودوفسكي
العالمية للبحوث،
9 آب 2011
ترجمة أيهم اسماعيل – موسى سوريا
الأسد
وهذا رابط المقال الأصلي
"عندما
ذهبت إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في تشرين الثاني 2001، أحد الضباط
العسكريين الكبار في هيئة الأركان والذي كان لديه وقت للدردشة. قال: نعم، لا نزال
على مسار المواجهة ضد العراق. ولكن هناك أكثر من ذلك. وقال: جرت مناقشة ذلك في إطار
التخطيط لحملة عسكرية تمتد خمس سنوات، تشمل بالمجمل سبعة بلدان، بدءا من العراق،
ثم سوريا ولبنان وليبيا وإيران والصومال، والسودان." الجنرال ويسلي كلارك
الجزء الثاني
- بقلم ميشيل شوسودوفسكي – 16-08-2011
لقد وضع
خيار توسيع الحرب على امتداد الشرق الأوسط ووسط آسيا على طاولة خطط وزارة الدفاع
منذ منتصف تسعينيات
القرن الماضي.
كجزء من سيناريو هذه الحرب الشاملة، فقد
خطط التحالف بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لشن حملة عسكرية ضد سوريا في إطار
"مهمة إنسانية" برعاية الأمم المتحدة.
يمثل التصعيد (زيادة التوتر) جزءاً لا
يتجزأ من الأعمال العسكرية لهذه الأجندة. لقد تم التنسيق بشكل وثيق بين زعزعة
استقرار الدول ذات السيادة من خلال "تغيير النظام" والتخطيط العسكري.
هناك خريطة طريق عسكرية تمايزت بتعاقب
سلسلة من مسارح حروب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وكانت الاستعدادات الحربية للهجوم على
سوريا وإيران في "مرحلة متقدمة من الاستعداد" لعدة سنوات مضت. يصنف قانون
محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية لعام 2003
Syria Accountability and Lebanese Sovereignty Restoration Act of 2003 سوريا على أنها "دولة
مارقة"، وكبلد يدعم الإرهاب.
يُنظر للحرب على سوريا من قبل وزارة
الدفاع الأمريكية على أنها جزء من الحرب الأوسع ضد إيران. أكد الرئيس الأمريكي
جورج دبليو بوش في مذكراته أنه "أمر وزارة الدفاع الأمريكية بالتخطيط للهجوم
على المنشآت النووية الإيرانية والتحضير لهجوم سري مدروس بعناية على سوريا" (مذكرات
جورج بوش تكشف كيف انه أوصى بالهجوم على إيران وسوريا، صحيفة الغارديان،
8 تشرين الثاني 2010) George Bush's memoirs reveal how he considered attacks on Iran and
Syria, The Guardian
ترتبط هذه الأجندة العسكرية الموسعة ارتباطا
وثيقا بالاحتياطيات الإستراتيجية للنفط وبخطوط أنابيب النقل. وهي مدعومة من قبل
عمالقة النفط الأنجلو-أمريكيين.
لقد كان قصف لبنان في تموز 2006 جزءا
من "خارطة الطريق العسكرية" التي خطط لها بعناية. ولقد تم التفكير من
قبل المخططين العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل لتوسيع نطاق "حرب
تموز" في لبنان لتشمل سوريا. وتم التخلي عن ذلك إثر هزيمة القوات البرية الإسرائيلية
من قبل حزب الله.
هدفت حرب تموز 2006 الإسرائيلية على
لبنان لتحقيق السيطرة الإسرائيلية على سواحل شمال شرق البحر الأبيض المتوسط بما
في ذلك احتياطيات النفط والغاز البحرية في المياه الإقليمية اللبنانية والفلسطينية.
ظلت خطط غزو لبنان وسوريا على طاولة
البنتاغون على الرغم من هزيمة إسرائيل في حرب تموز 2006: "في تشرين الثاني
2008، وبالكاد قبل شهر من بدء تل أبيب لمجزرتها في قطاع غزة، كان الجيش الإسرائيلي
قد أجرى تدريبات على تماسكه في حالة حرب على جبهتين ضد لبنان وسوريا بعنوان
شيلوف زروت ثلاثة (الأذرع المتصالبة رقم ثلاثة). وقد شملت المناورات العسكرية محاكاة
غزو هائل من كل من سوريا ولبنان "(انظر مهدي داريوس نازيمورا، الحرب
الإسرائيلية
القادمة: اليوم قطاع غزة، وغدا لبنان؟،
البحوث العالمية، 17 كانون الثاني 2009). Israel's Next War: Today the Gaza Strip, Tomorrow Lebanon?
إن الطريق إلى طهران يمر عبر دمشق. ومن
شأن الحرب التي ترعاها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد إيران أن تشمل،
كخطوة أولى، حملة عسكرية لزعزعة الاستقرار ("تغيير النظام") ضد الحكومة
السورية بما في ذلك عمليات استخباراتية سرية لدعم قوات المتمردين.
ومن شأن "الحرب الإنسانية"
تحت شعار "مسؤولية الحماية" (R2P) الموجهة ضد سوريا أن تسهم أيضا في استمرار
زعزعة الاستقرار في لبنان.
في حال كان وجوب شن حملة عسكرية ضد
سوريا، فستنخرط إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات العسكرية
والاستخباراتية.
ومن شأن الحرب على سوريا أن تؤدي إلى
التصعيد العسكري.
حالياً هناك أربعة مسارح حرب متمايزة:
أفغانستان-باكستان والعراق وفلسطين وليبيا.
والهجوم على سوريا سيؤدي إلى تكامل
مسارح الحرب المنفصلة هذه، مما
سيفضي في نهاية المطاف إلى حربٍ أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط ووسط آسيا، تجتاح
المنطقة كلها من شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط إلى
أفغانستان وباكستان.
والمطلوب من استمرار حركة الاحتجاج أن
تكون ذريعة ومبررا للتدخل عسكريا ضد سوريا. تم نفي وجود التمرد المسلح. وكجوقة
موحدة وصفت وسائل الإعلام الغربية الأحداث الأخيرة في سوريا بأنها "حركة
الاحتجاج السلمية" ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، بينما تؤكد الأدلة وجود حركة
تمرد مسلحة متكاملة من قبل الجماعات الإسلامية المسلحة.
منذ بداية حركة الاحتجاج في درعا في
منتصف مارس، كان هناك تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والقوات المسلحة من جهة
ومسلحين من جهة أخرى. كما تم أيضا ارتكاب أعمال الحرق المتعمد للمباني والمنشآت الحكومية.
في أواخر تموز الماضي (2011) في مدينة حماة، تم إحراق المباني العامة بما في ذلك مقر
المحكمة والمصرف الزراعي. وفي حين نفت المصادر الإخبارية الإسرائيلية وجود نزاع
مسلح، فقد اعترفت مع ذلك بأن، "المتظاهرين [كانوا] مسلحين برشاشات
ثقيلة." (ديبكا
1 أغسطس 2011. تقرير عن حماه، تمت الإضافة للتأكيد) DEBKAfile
"كل الخيارات مطروحة على الطاولة"
في حزيران، ألمح السيناتور الأميركي
ليندسي غراهام (الذي يعمل في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ) إلى احتمال التدخل
"الإنساني" العسكرية الموجهة ضد سوريا وذلك بهدف "إنقاذ حياة
المدنيين". وقد اقترح جراهام يالنسبة لحالة سوريا، أن يتم تطبيق "الخيار"
الذي استخدم في حالة ليبيا بناء على قرار مجلس الأمن الدولي1973:
"إذا
كان من المنطقي فعل ذلك لحماية الشعب الليبي من القذافي، ولقد تم فعل ذلك (اتخاذ
قرار التدخل) حين كانوا في طريقهم (كتائب القذافي) لارتكاب مجازر على مشارف بنغازي
(الثوار) فيما لو لم يتم إرسال حلف شمال الأطلسي وقتها، والسؤال المطروح أمام
العالم [هو]، هل سنصل إلى هذه النقطة في سوريا، ...
قد
لا نكون هناك حتى الآن، ولكن نحن قريبون جدا، لذلك إذا كنا تهتم حقاً بحماية الشعب
السوري من القتل، فهذا هو الوقت المناسب ليعلم الأسد أن كل الخيارات مطروحة على
الطاولة"، (سي بي اس "واجه الأمة"، 12 حزيران، 2011) (CBS "Face The Nation", June 12, 2011)
بعد اعتماد بيان مجلس الأمن الدولي ذي
الصلة بسوريا (3 آب 2011)، دعا البيت الأبيض، وبعبارات لا لبس فيها، من أجل
"تغيير النظام" في سوريا، وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد:
قال
المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين يوم الأربعاء، "إننا لا نريد
أن نراه باقياً في سوريا من أجل الاستقرار، وبدلا من ذلك، نحن ننظر إليه باعتباره
سبباً لعدم الاستقرار في سوريا".
"ونحن نعتقد، وبصراحة، أنه بوسعنا أن
نقول إن سوريا ستكون مكاناً أفضل بدون الرئيس بشار الأسد،" (مقتبس من مقالة لوكالة
الأنباء العالمية انتر بريس سيرفس IPS بتاريخ 4 آب 2011، سوريا: الولايات المتحدة تقترب أكثر من الدعوة
لتغيير النظام) SYRIA: U.S. Moves Closer to Call for
Regime Change
يشكل فرض العقوبات الاقتصادية الموسعة
في كثير من الأحيان بداية (الخطوة الأولى) للتدخل العسكري المباشر.
يهدف مشروع القانون الذي قدم لمجلس
الشيوخ الأميركي برعاية السيناتور الأمريكي ليبرمان إلى السماح بفرض عقوبات
اقتصادية شاملة ضد سوريا. علاوة على ذلك، في رسالة موجهة إلى الرئيس أوباما أوائل
شهر آب، دعت مجموعة مكونة من أكثر من ستين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى
"تنفيذ عقوبات إضافية ... بينما يتم إفهام النظام السوري بوضوح أنه سيدفع
تكلفة متزايدة نتيجةً لقمعه الشائن. "
تتطلب هذه العقوبات حظر التعاملات
المصرفية والمالية، إضافة "لوقف مشتريات النفط السوري، ووقف الاستثمارات في
قطاع النفط والغاز في سورية." (انظر الضغط
على اوباما من جميع الجهات لفرض قيود على سورية - السياسة الخارجية،
3 آب 2011(.Pressure
on Obama to get tougher on Syria coming from all sides - Foreign Policy
في غضون ذلك، اجتمع وزير الخارجية الأمريكية
أيضا مع أعضاء من المعارضة السورية في المنفى. كما تم توجيه الدعم السري لجماعات
التمرد المسلحة.
مفترق الطرق الخطير: الحرب على سورية.
رأس جسر للهجوم على إيران
عقب بيان 3 آب الذي أدلى به رئيس مجلس
الأمن الدولي ضد سوريا، حذر مبعوث موسكو ديمتري روغوزين إلى حلف شمال الأطلسي من
مخاطر التصعيد العسكري:
" يخطط حلف شمال الأطلسي لحملة عسكرية ضد سوريا للمساعدة على قلب
نظام حكم الرئيس بشار الأسد مع هدف بعيد الأمد لإعداد رأس جسر للهجوم على إيران،
...
"[هذا البيان] يعني أن التخطيط [للحملة العسكرية] جارٍ على قدم
وساق، والتي يمكن أن تكون النتيجة المنطقية لهذه العمليات العسكرية والدعائية، التي
نفذت من قبل بعض الدول الغربية ضد شمال أفريقيا"، هذا ما قاله روجوزين في
مقابلة مع صحيفة إيزفستيا ... وقد أشار الدبلوماسي الروسي إلى حقيقة أن التحالف
يهدف إلى التدخل فقط مع الأنظمة "التي لا تتطابق توجهاتها مع تلك التي في
الغرب."
وقد
اتفق روجوزين مع الرأي الذي أعرب عنه بعض الخبراء حول أن سوريا ولاحقا اليمن قد تكونا
الخطوات الأخيرة لمنظمة حلف شمال الأطلسي في طريقها لشن الهجوم على إيران.
"يضيق الخناق على إيران. والتخطيط
العسكري ضد إيران جار (متواصل)، ونحن بالتأكيد نشعر بالقلق بشأن التصعيد نحو حرب
واسعة النطاق في هذه المنطقة الضخمة"، قال روجوزين.
بعد
أن تعلمت روسيا الدرس الليبي، "سوف تستمر في معارضة أي قرار قسري بشأن الوضع
في سوريا" قال روجوزين، مضيفاً أن عواقب النزاع واسع النطاق في شمال أفريقيا
سوف تكون مدمرة للعالم كله. "رأس
الجسر للهجوم على إيران": حلف شمال الأطلسي يخطط لحملة عسكرية ضد سوريا،
نوفوستي، 5 آب، 2011) "Beachhead
for an Attack on Iran": NATO is planning a Military Campaign against Syria
ديمتري
روغوزين، أغسطس 2011
المخطط العسكري للهجوم على سوريا
لقد استند إنذار ديمتري روغوزين على
معلومات محددة معروفة وموثقة في الدوائر العسكرية، بأن حلف شمال الأطلسي يخطط
حاليا لحملة عسكرية ضد سوريا. في هذا الصدد، فإن سيناريو وقوع هجوم على سوريا في
الوقت الراهن على الطاولة، التي تضم الخبراء العسكريين الفرنسيين، البريطانيين والإسرائيليين.
وفقا لرئيس الأركان السابق للقوات الجوية الفرنسية الجنرال جان رانو،
"إن
ضربة حلف شمال الأطلسي لإضعاف الجيش السوري ممكنة من الناحية التقنية":
وأضاف
" ستبدأ الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي باستخدام تكنولوجيا الأقمار
الصناعية لرصد الدفاعات الجوية السورية. وبعد بضعة أيام، ستقلع الطائرات الحربية بأعداد
أكبر مما كان في ليبيا، من قاعدة بريطانية في قبرص، وبانقضاء حوالي 48 ساعة ستدمر صواريخ
أرض-جو (صواريخ سام) والطائرات السورية. وستبدأ طائرات التحالف بالقصف غير المحدود
للدبابات والقوات البرية السورية.
ويستند
هذا السيناريو على المحللين في الجيش الفرنسي، ومن أسبوعية جاين الدفاعية
البريطانية المتخصصة Jane's Defence Weekly ، ومن القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي.
وقد
قال أن سلاح الجو السوري يشكل تهديدا ضئيلا. فسوريا لديها ما يقرب من 60 طائرة روسية
الصنع من طراز ميج 29. لكن الباقي - نحو 160 من طراز ميج 21، و80 من طراز ميغ 23،
و60 من
طراز ميج 23بي إن، و50 من طراز سوخوي
22 و
20 من طراز سوخوي 24 إم كي -قد عفا عليها الزمن.
.... "لا أرى أي مشكلة عسكرية بحتة. سوريا
لا يوجد لديها دفاع ضد الأنظمة الغربية ... [لكن] يمكن أن تكون أكثر خطورة من
ليبيا، وستكون العملية العسكرية ثقيلة،" هذا ما قاله جان رانو،
الرئيس السابق للقوات الجوية الفرنسي لصحيفة الأوبزيرفر (المراقب) للاتحاد
الأوروبي.
وقد أضاف أن هذا العمل مستبعد جدا لأن روسيا ستستخدم الفيتو
ضد أي تفويض من الأمم المتحدة، كما أن أصول حلف شمال الأطلسي الممتدة في أفغانستان
وليبيا ودول حلف شمال الأطلسي ترزح كلها تحت ضغط الأزمة المالية. (أندرو ريتمان، افتضاح
مخطط حلف شمال الأطلسي للهجوم على سوريا،
البحوث العالمية، 11 آب، 2011) Blueprint For NATO Attack On Syria Revealed
خارطة الطريق العسكرية الأوسع
في حين أن ليبيا وسوريا وإيران هي جزء
من خارطة الطريق العسكرية، فإن تنفيذ هذا الانتشار الاستراتيجي سيكون أيضا تهديداً
للصين وروسيا. كلا الدولتين لديها استثمار، وتجارة، فضلا عن اتفاقات التعاون
العسكري مع سوريا وإيران. إيران لديها صفة مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO).
إن التصعيد جزء من جدول الأعمال
(الأجندة) العسكرية. منذ العام 2005، شاركت الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك
شركاء منظمة حلف شمال الأطلسي في أميركا وإسرائيل، في النشر واسع النطاق والتخزين لمنظومات
الأسلحة المتطورة. حيث تتكامل منظومات الدفاع الجوي للولايات المتحدة، والدول
الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وإسرائيل تماماً.
دور إسرائيل وتركيا
تشارك كل من أنقرة وتل أبيب في دعم
التمرد المسلح. ويتم تنسيق هذه الجهود بين الحكومتين ووكالات استخباراتهم.
وقد وفر الموساد الإسرائيلي، وفقا
لتقارير، الدعم السري للجماعات السلفية المتطرفة الإرهابية، التي نشطت في جنوب
سوريا في بداية حركة الاحتجاج في درعا في منتصف آذار (2011). وتشير التقارير إلى
أن التمويل للتمرد السلفي يأتي من المملكة العربية السعودية. (انظر الجيش
السوري يقترب من ضواحي دمشق، صحيفة التايمز
الأيرلندية، 10 مايو، 2011). Syrian army closes in on Damascus suburbs, The Irish Times, May 10, 2011
تدعم حكومة رئيس الوزراء التركي رجب
طيب اردوغان مجموعات المعارضة السورية في المنفى وفي ذات الوقت أيضاً تساعد
المتمردين المسلحين من جماعة الإخوان المسلمين في شمال سوريا.
يقف خلف التمرد كل من جماعة الإخوان المسلمين
السورية (MB) (التي تقيم قيادتها في المنفى في المملكة
المتحدة)، وحزب التحرير Hizb ut-Tahrir المحظور.
ويتلقى كلا التنظيمين المساعدة من جهاز المخابرات البريطانية MI6. والهدف المعلن لكل من جماعة الإخوان المسلمين
السورية وحزب التحرير هو في نهاية المطاف زعزعة استقرار الدولة العلمانية في
سوريا. (انظر ميشيل شوسودوفسكي، سوريا:
من يقف وراء حركة الاحتجاج؟ افتعال ذريعة لأجل "التدخل الإنساني" للولايات
المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي، جلوبال
ريسيرتش، 3 أيار 2011). SYRIA: Who is Behind The Protest Movement? Fabricating a Pretext for a
US-NATO "Humanitarian Intervention"
في حزيران، عبرت القوات التركية
الحدود إلى شمال سوريا، رسميا لتهب لنجدة اللاجئين السوريين. اتهمت حكومة بشار
الأسد تركيا بتقديم الدعم المباشر لتوغل قوات المتمردين في شمال سوريا:
"هاجمت قوة من المتمردين تزيد عن 500
مقاتل موقعاً للجيش السوري في 4 حزيران 2011 في شمال سوريا، وقالوا أن الهدف كان، مفرزةً
للمخابرات العسكرية، في هجوم نفذ بعد مرور 36 ساعة وقتل فيه 72 جنديا في جسر الشغور،
بالقرب من الحدود مع تركيا.
"وجدنا أن المجرمين [المقاتلين المتمردين]
قد استخدموا أسلحة تركية، وهذا أمر مقلق للغاية"، بحسب قول مسؤول.
وهذه
كانت المرة الأولى التي يوجه فيها نظام الأسد الاتهام لتركيا بمساعدة التمرد. ...
وقال مسؤولون أن المتمردين احتشدوا ضد الجيش السوري في جسر الشغور ومن ثم استولوا على البلدة.
قالوا أن المباني الحكومية نهبت وأحرقت قبل وصول قوةٍ أخرى من جيش الأسد ....
وقال
الضابط السوري الذي واكب الجولة، أن المتمردين في جسر الشغور تكونوا من المقاتلين الموالين لتنظيم
القاعدة. كما قال أن المتمردين استخدموا مجموعة من الأسلحة والذخائر التركية لكنه
لم يتهم حكومة أنقرة بتوريد المعدات. "(سوريا
الأسد تتهم تركيا بتسليح المتمردين، بوابة تركيا
العسكرية- الجيوسياسية 25 حزيران 2011)Syria’s Assad accuses Turkey of arming rebels, TR Defence
وبرغم نفي وسائل الإعلام الغربية، لوجود
الدعم الأجنبي للمتمردين الإسلاميين، الذين "اخترقوا حركة الاحتجاج"، فقد
أكدته المصادر الاستخباراتية الغربية. وفقا لأليستير كروك الضابط السابق في
المخابرات البريطانية
MI6 (والمستشار الرفيع
للاتحاد الأوروبي): "تقف قوتان هامتان وراء الأحداث [في سوريا] هم المتطرفون
السنة وجماعات المنفى السوري في فرنسا والولايات المتحدة. وقال: يتبع المتطرفون تعاليم
أبي مصعب الزرقاوي، الإسلامي الأردني الراحل، الذي سعى لإقامة إمارة سنية في
الأردن ولبنان وفلسطين وسوريا باسم بلاد الشام. وهم من ذوي الخبرة في قتال
الشوارع وحرب العصابات في المدن، وقد قاتلوا في العراق ولديهم تمويل خارجي. اخترقوا الاحتجاجات لمهاجمة قوات الأسد، كما حدث
في جسر الشغور في شهر حزيران 2011، حيث ألحقوا خسائر
فادحة ". (أندرو ريتمان، افتضاح
مخطط منظمة حلف شمال الأطلسي للهجوم على سوريا،
البحوث العالمية، 11 آب 2011، أضيف للتأكيد) Blueprint For NATO Attack On Syria Revealed
أيضا يؤكد المسؤول السابق في MI6 أن إسرائيل والولايات المتحدة تدعمان
وتمولان الإرهابيين "وقال كروك تهدف جماعات المنفى إلى الإطاحة بنظام الحكم [السوري]
المعادي لإسرائيل. وهي تُموَّل وتُدرب من قبل الولايات المتحدة ولها علاقات مع إسرائيل.
إنهم يدفعون زعماء العشائر السنية لوضع الناس في الشوارع، والعمل مع المنظمات غير
الحكومية لتغذية وسائل الإعلام الغربية بقصص الفظائع غير المؤكدة والتعاون مع
المتطرفين على أمل أن تصاعد العنف سيفضي لتبرير تدخل حلف شمال الأطلسي".
(المرجع نفسه، أضيف للتأكيد).
إن الفصائل السياسية اللبنانية متورطة
في هذه الأحداث أيضا. وقد ضبطت المخابرات اللبنانية شحنة سرية من البنادق الهجومية
والأسلحة الأوتوماتيكية للمقاتلين السلفيين. وقد
أجريت هذه الشحنة برعاية من السياسيين اللبنانيين المدعومين سعوديا. The
shipment was carried out by Saudi-backed Lebanese politicians.
اتفاقية التعاون العسكري الإسرائيلي-
التركي
وقعت كل من إسرائيل
وتركيا اتفاقا للتعاون العسكري يتعلق بشكل مباشر جدا بسوريا بالإضافة للغاية الإستراتيجية
المتعلقة بسواحل شرق البحر الأبيض المتوسط
اللبنانية-السورية (بما
في ذلك احتياطيات الغاز قبالة سواحل لبنان وخطوط أنابيب النقل).
وبالفعل
خلال إدارة كلينتون، تشكل وتكشّف التحالف العسكري الثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل
وتركيا. يقوم هذا "الحلف الثلاثي"، الذي يهيمن عليه كبار موظفي هيئة الأركان
الأمريكية المشتركة، بدمج وتنسيق قرارات القيادة العسكرية بين الدول الثلاث فيما
يتصل بالشرق الأوسط الكبير. لأنه يقوم على العلاقات العسكرية وثيقة على التوالي بين
كل من إسرائيل وتركيا مع الولايات المتحدة، إلى جانب وجود علاقة عسكرية ثنائية
قوية بين تل أبيب وأنقرة. ....
ويقترن
هذا التحالف الثلاثي أيضا مع اتفاق عام
2005 للتعاون العسكري بين منظمة حلف شمال الأطلسي و إسرائيل
اتفاقا الذي يتضمن "العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل مكافحة
الإرهاب والتدريبات العسكرية المشتركة. وينظر الجيش الإسرائيلي إلى علاقات التعاون
العسكرية هذه مع حلف شمال الأطلسي كوسيلة "لتعزيز قدرة الردع الإسرائيلية
بشأن الأعداء المحتملين المحيطين بها، إيران وسوريا بشكل رئيسي." (انظر ميشيل
شوسودوفسكي، "التحالف الثلاثي": الأمريكي، التركي، الإسرائيلي والحرب
على لبنان، 6 آب، 2006)
في هذه الأثناء، عزز التعديل الأخير
داخل قيادة الأركان التركية الفصيل الموالي للإسلاميين داخل القوات المسلحة. في
أواخر تموز الماضي، استقال القائد العام للجيش ورئيس هيئة الأركان التركية
المشتركة الأركان، الجنرال Isik Kosaner
، جنبا إلى جنب مع قائدي القوات البحرية والجوية.
يمثل الجنرال Kosaner الجناح العلماني العريض داخل القوات
المسلحة. وقد عين الجنرالNecdet Ozel خلفا له كقائد للجيش ورئيس
الأركان الجديد.
هذه التطورات حاسمة الأهمية. فهي تميل
لدعم مصالح الولايات المتحدة. وتشير أيضا إلى تحول محتمل داخل الجيش لصالح جماعة الإخوان
المسلمين بما في ذلك التمرد المسلح في شمال سوريا.
"لقد عززت التعيينات الجديدة إيردوغان
والحزب الحاكم في تركيا ... [إن القوة العسكرية قادرة على تنفيذ مشاريع أكثر طموحاً
في المنطقة]. ومن المتوقع أنه في حالة استخدام السيناريو الليبي في سوريا فإن
تركيا ستُستخدَم للتدخل العسكري". (التعيينات
الجديدة عززت إيردوغان والحزب الحاكم في تركيا: الإذاعة العامة في أرمينيا،
6آب2011، أضيف للتأكيد) New
appointments have strengthened Erdogan and the ruling party in Turkey : Public
Radio of Armenia
متمردون
مسلمون في جماعة الإخوان المسلمين في جسر الشغور صور لوكالة الصحافة
الفرنسية AFP 16تموز 2011
[ملاحظة: هذه الصورة مضللة من نواح
كثيرة. إن غالبية المسلحين المتمردين على درجة عالية من التدريب على الأسلحة
الحديثة].
حلف الأطلسي العسكري الموسع
مصر ودول الخليج والمملكة العربية
السعودية (داخل التحالف العسكري الموسع) هم شركاء مع حلف شمال الأطلسي، الذي يمكن أن
تنشر قواته في حملة عسكرية موجهة ضد سوريا.
إسرائيل هي بالفعل عضو في منظمة حلف
شمال الأطلسي بعد الاتفاق الموقع في عام 2005.
تشمل عمليات التخطيط العسكري في حلف
شمال الأطلسي الموسع التنسيق بين وزارة الدفاع الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، جيش
الدفاع الإسرائيلي (IDF)،
فضلا عن المشاركة العسكرية النشطة من جانب دول المواجهة العربية، بما في ذلك
المملكة العربية السعودية ودول الخليج، مصر: إن الدول العربية العشرة بالإضافة إلى
إسرائيل هي كلها أعضاء في الحوار من أجل المتوسط وفي مبادرة اسطنبول للتعاون.
نحن على مفترق طرق خطير. بوجود الآثار
الجيوسياسية بعيدة المدى.
سوريا لديها حدود مع الأردن وإسرائيل
ولبنان وتركيا والعراق. تمتد فوق وادي الفرات، وتقف على تقاطع طرق الممرات المائية
الرئيسية وخطوط أنابيب
النقل.
سوريا
حليف لإيران. روسيا لديها قاعدة بحرية في شمال غرب سوريا (انظر الخريطة).
إنشاء
قاعدة في طرطوس والتقدم السريع في التعاون في مجال التكنولوجيا العسكرية مع دمشق
يجعل من سوريا جسر عبور للدور الفعال وحصنا لروسيا في منطقة الشرق الأوسط.
تمثل
دمشق حليفاً مهماً لإيران والعدو العنيد واللدود لإسرائيل. غني عن القول أن ظهور
القاعدة العسكرية الروسية في المنطقة سينتج بالتأكيد تصحيحات في التشابكات القائمة
بين القوى.
تضع
روسيا النظام السوري تحت حمايتها. وهو ما سيعكر بالتأكيد العلاقات بين موسكو وإسرائيل.
وقد يشجع حتى النظام الإيراني على المماطلة في المحادثات المرتقبة حول البرنامج
النووي (إيفان سافرونوف، على
روسيا الدفاع عن حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط: موسكو تضع سوريا تحت حمايتها،
البحوث العالمية 28 تموز 2006). Russia to defend its principal Middle East ally: Moscow takes Syria under
its protection
سيناريو الحرب العالمية الثالثة
على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت
منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا على خطى الحرب النشطة.
سورية لديها قدرات كبيرة للدفاع
الجوي، فضلا عن القوات البرية.
أنهت سوريا إنشاء نظامها الدفاع الجوي
مع وصول صواريخ الدفاع الجوي بانتسير إس1 (Pantsir S1) الروسية. في
عام 2010، سلمت روسيا نظام ياخونت (Yakhont) الصاروخي إلى سوريا. تعمل صواريخ ياخونت
انطلاقا من قاعدة طرطوس البحرية الروسية "وقد صممت لاستهداف السفن المعادية
على مدى يصل إلى 300 كم". (معقل
أنظمة الصواريخ لحماية القاعدة البحرية الروسية في سوريا،
ريا نوفوستي، 21 أيلول، 2010). Bastion missile systems to protect Russian naval base
in Syria
بنية التحالفات العسكرية على التوالي بين
الجانبين، الولايات المتحدة –الأطلسي، وسوريا وإيران ودول منظمة شانغهاى للتعاون،
ناهيك عن التدخل العسكري لإسرائيل، العلاقة المعقدة بين سوريا ولبنان، والضغوط
التي تمارسها تركيا على الحدود السورية الشمالية، تمثل نقطة يصعب تجاوزها إلى عملية التصعيد
الخطيرة.
إن أي شكل من أشكال التدخل العسكري للولايات
المتحدة وحلف شمال الأطلسي العسكرية موجه ضد سوريا سيبب زعزعة استقرار المنطقة
بأكملها، مما قد يؤدي إلى تصعيد على مساحة جغرافية واسعة، تمتد من شرق البحر
الأبيض المتوسط إلى
الحدود بين أفغانستان وباكستان مع طاجيكستان والصين.
في المدى المنظور، مع وجود الحرب في ليبيا، والتوسع الكبير للتحالف العسكري بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الذي فاق قدراته.بينما لا نعتقد بإمكانية تنفيذ عملية عسكرية من قبل الولايات المتحدة والأطلسي على المدى القصير، فإن عملية زعزعة الاستقرار السياسي من خلال الدعم السري للتمرد ستتواصل بكل الإمكانيات المتاحة.
يتم تحليل العديد من القضايا التي
أثيرت في المادة المذكورة أعلاه بالتفصيل في الكتاب الأحدث لميشيل شوسودوفسكي:
نحو سيناريو حرب عالمية ثالثة، وأخطار
الحرب النووية
ميشيل شوسودوفسكي