الاثنين 28 أيار، 2012
توظيف الفظائع (الفوضى الوحشية) لإنتاج النظام (إعادة الترتيب)
إلى أي درجة قد تؤدي مأساة التصنيع في وول ستريت و لندن لتسويق الحرب وتغيير النظام.
بقلم توني كارتلوشي
29 أيار 2012 - في أعقاب مجزرة حولا في سوريا، والأدلة التي تفضح الرواية الأولية في الغرب عن أن القوات الحكومية السورية "قصفت حتى الموت" قتلت نحو 100 شخص، لتجعلها زائفة بشكل قاطع، يكافح الناس من أجل فهم ما حدث للتو. اختارت صحيفة الغارديان أن تنشر روايات من إنتاج الجيش السوري الحر لشهود لم يتم التحقق منها، والتي على ما يبدو هدفت بشكل رئيسي لدحض الأدلة التي قدمتها روسيا إلى مجلس الأمن الدولي. وقد صرحت هيئة الإذاعة البريطانية فقط على أن "معظم" الروايات التي حصلوا عليها بحسب ما "يعتقدون" تشير لتورط القوات السورية، أو الميليشيات الموالية للحكومة - وبذلك، فهذا يعني ضمنا أن بعض الروايات لم تكن تشير لذلك وأنهم بالنتيجة أخبرونا رواية مختلفة.
توظيف الفظائع (الفوضى الوحشية) لإنتاج النظام (إعادة الترتيب)
إلى أي درجة قد تؤدي مأساة التصنيع في وول ستريت و لندن لتسويق الحرب وتغيير النظام.
بقلم توني كارتلوشي
29 أيار 2012 - في أعقاب مجزرة حولا في سوريا، والأدلة التي تفضح الرواية الأولية في الغرب عن أن القوات الحكومية السورية "قصفت حتى الموت" قتلت نحو 100 شخص، لتجعلها زائفة بشكل قاطع، يكافح الناس من أجل فهم ما حدث للتو. اختارت صحيفة الغارديان أن تنشر روايات من إنتاج الجيش السوري الحر لشهود لم يتم التحقق منها، والتي على ما يبدو هدفت بشكل رئيسي لدحض الأدلة التي قدمتها روسيا إلى مجلس الأمن الدولي. وقد صرحت هيئة الإذاعة البريطانية فقط على أن "معظم" الروايات التي حصلوا عليها بحسب ما "يعتقدون" تشير لتورط القوات السورية، أو الميليشيات الموالية للحكومة - وبذلك، فهذا يعني ضمنا أن بعض الروايات لم تكن تشير لذلك وأنهم بالنتيجة أخبرونا رواية مختلفة.
حالما أغلقت نافذة الفرصة بوجه الغرب لاستغلال
سفك الدماء في حولا، خطت وسائل الإعلام الغربية للوراء على نحو متزايد وتراجعت
ووقعت في اشتباك متبادل فيما بينها بالأكاذيب والدعاية الخاصة بهم. بداية ضبطت
هيئة الإذاعة البريطانية باستخدامها لصور تعود لسنوات ماضية في العراق في تغطيتها
لمجزرة حولا، في حين أن الصحف والشبكات في جميع المجالات ضبطت رواياتها تماما على إيقاع
تكشف الأجزاء المثبتة للحقائق.
ما هو معروف هو أن القوات السورية اشتبكت مع مقاتلين مسلحين من "الجيش السوري الحر" (FSA) في حولا وحولها. استخدمت فيها القوات السورية المدفعية والدبابات لاستهداف المواقع الحصينة للمتمردين من مسافة بعيدة كما كانت تفعل طوال فترة النزاع. وبدأ المسلحون أثناء أو بعد وقت قصير من هذا الاشتباك بالدخول إلى البيوت وقتل العائلات بالسكاكين ونيران الأسلحة النارية الخفيفة. ادعى الجيش السوري الحر والمعارضة السورية أن المقاتلين كانوا ميليشيات موالية للحكومة في حين زعمت الحكومة أنهم كانوا من إرهابيي القاعدة المدعومة من الخارج، والمعروف أنها تعمل في جميع أنحاء البلاد. ما يعني أن هؤلاء المقاتلين وبحسب كل الروايات لم يكونوا من القوات الحكومية السورية.
صدر مؤخرا في "افتتاحية لرئيس تحرير" ذا جلوب اند ميل أن موقف روسيا التي أعلنت أن قوى المعارضة شاركت في المجزرة هو "أمر مثير للضحك والسخرية". ومع ذلك، فإن هذا الخلاف ليس نابعاً من الواقع فحسب، بل أيضا من الفهم الكامل لأربعة أجيال من الحروب الحديثة. من فنزويلا إلى تايلاند، حيث تثير جماعات المعارضة المدعومة من الغرب القلاقل التي يتم استخدامها كغطاء لاغتيال أعضاء حركاتهم نفسها، ثم إلقاء اللوم على الحكومة المستهدفة وتصعيد أي نزاع معين حتى يتم التوصل إلى الكتلة الحرجة، ويطاح عندها بالحكومة المستهدفة.
مثال تاريخي: بانكوك، تايلند 2010
رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا المدعوم من وول ستريت، والمقرب من عائلة بوش مع صلات كانت قبل فترة ولايته واستمرت أثناءها وبعدها، أطيح به من السلطة في عام 2006 من قبل القوى الوطنية لإساءة استعماله للسلطة. وكان تاكسين قد عمل كمستشار لمجموعة كارليل، وأرسل القوات التايلاندية للمساعدة في غزو بوش للعراق، كما حاول تنفيذ اتفاق للتجارة الحرة مع مجموعة فورتشن 500 في وول ستريت من دون موافقة البرلمان، كما استضاف مرافق التعذيب التابعة لوكالة المخابرات المركزية، واستمر بمحاكمات "الحرب على المخدرات" التي شهدت إعداما غير قانوني في الشوارع لـ 2500 من التايلنديين، والذين ثبت في وقت لاحق أن معظمهم لم يكونوا على علاقة بتجارة المخدرات.
منذ الإطاحة به في عام 2006، تلقى دعما من عدد لا يحصى من مجالس (لوبيات) أبرز الشركات في الولايات المتحدة بما في ذالك زمالة عضو مجموعة كارليل جيمس بيكر و بيكر بوتس وداعية الحرب في إدارة بوش روبرت بلاكويل من بربور غريفيث اند روجرز، ومن المحافظين الجدد كينيث أدلمان من إيدلمان الموقع على وثيقة PNAC.
بهذا الدعم قاد تاكسين محاولة عنيفة على نحو متزايد للعودة إلى السلطة من خلال ثورة ملونة "حمراء" مؤلفة من آلة سياسية ضخمة في المحافظات الشمالية الشرقية لتايلاند، ومن مجموعة أتباعه (أنصاره) التي سميت الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية (UDD).
في نيسان من عام 2010، حشد تاكسين الآلاف من أعضاء الجبهة (UDD) لشل العاصمة التايلاندية بانكوك ردا على استيلاء المحكمة على المليارات من الأصول غير المشروعة المملوكة له. في ليلة 10 نيسان 2010، عندما تحركت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، قام مسلحون يرتدون ملابس سوداء بفتح النار على القوات التايلاندية.
جاء في الصفحة 62 من تقرير هيومن رايتس ووتش "التردي باتجاه الفوضى":
"وبما أن الجيش حاول نقل المخيم، فلقد واجهه الرجال المسلحون الذين أطلقوا النار من بنادق هجومية من طراز M16 واي كي 47 على الجيش، وخصوصا عند تقاطع WUA Khok على طريق Rajdamnoen. كما أطلقت قنابل من نوع M79s وألقوا قنابل يدوية من نوع M67 على الجنود. أظهرت لقطات الأخبار وأشرطة الفيديو التي التقطها المتظاهرون والسياح أن العديد من الجنود ممدون وفاقدون للوعي وينزفون على الأرض، في حين كان الرجال المسلحون يعملون بدرجة عالية من التنسيق وبمهارات عسكرية".
خلافا لذلك لم تعترف هيومان رايتس ووتش، وهي منظمة مشكوك بها إلا بعد مرور عام كامل على فضح وجلاء الأحداث و فقط عند مواجهتها بأدلة فوتوغرافية وفيديوهات لا يمكن دحضها والتي التقطت من قبل كل من الصحفيين المحترفين والهواة من المحليين والأجانب. شملت أشرطة فيديو وصورا فوتوغرافية للمقاتلين المسلحين ببنادق من طراز اي كي 47 وM16. حاول مؤيدو تاكسين الغربيون وزعماء المعارضة سابقا إلقاء اللوم لجميع الوفيات الناجمة عن عيارات 5.56مم و M16 بشكل مباشر على القوات المسلحة التايلاندية، بما في ذلك موت المصور المحترف لوكالة رويترز هيرو موراموتو. مع وجود الدليل على أن مقاتلي المعارضة المسلحين كانوا يطلقون أيضا عيارات 5.56 مم، فلقد تم إثبات بطلان هذا الادعاء السياسي.
ومع ذلك، فإن الجانب الأكثر إثارة للاشمئزاز في أحداث العنف ليلة 10 نيسان، 2010 هي حادثة تتعلق بالقتل العمد لأحد المتظاهرين الموالين لتاكسين من قبل مرتزقة تاكسين - مسجلة على شريط فيديو حيث تم تصويرها ونشرها على نطاق واسع، ثم بلا خجل وبلا هوادة استخدمت كدعاية حتى يومنا هذا. وقعت الحادثة ليلة 10 نيسان 2010، وهي الليلة نفسها التي قتل فيها مصور وكالة رويترز هيرو موراموتو، وهذا يعطينا فكرة هائلة عن كيفية توظيف الفوضى الناتجة عن الاضطرابات المدعومة من الغرب و التي تخلق بنفسها بعد ذلك قتلا بشكل متعمد هادف وانتقائي لكل من المتظاهرين والقوات الحكومية لتصعيد التوتر والعنف بينما يتم تقويض شرعية الحكومة المستهدفة.
في شريط فيديو يوتيوب (تحذير: المشهد عنيف للغاية) سجل من قبل دعاة تاكسين، يمكن مشاهدة المحتجين الذين يواجهون القوات على يسار الشاشة مع مجموعة أخرى من المحتجين تحاول الاحتماء بينما يتم تبادل إطلاق النار بين المسلحين والقوات. في مركز الإطار، تتم مشاهدة رجل واضح بشكل بارز يحمل راية حمراء طويلة مع تركيز اهتمامه على رجال يوجهونه لموضع معين. إنه يتحرك في خطوات، تقريبا كما لو انه يتوضع لالتقاط صورة له مع الاحتفاظ بتركيزه على الرجال الموجهين له. يظهر خلفه مراقب وقبعته باتجاه الخلف، يتابع تحركات رجل الراية ويشير بسلسلة من إشارات اليد للرجال الذين يوجهون رجل الراية على يسار الصورة.
ما هو معروف هو أن القوات السورية اشتبكت مع مقاتلين مسلحين من "الجيش السوري الحر" (FSA) في حولا وحولها. استخدمت فيها القوات السورية المدفعية والدبابات لاستهداف المواقع الحصينة للمتمردين من مسافة بعيدة كما كانت تفعل طوال فترة النزاع. وبدأ المسلحون أثناء أو بعد وقت قصير من هذا الاشتباك بالدخول إلى البيوت وقتل العائلات بالسكاكين ونيران الأسلحة النارية الخفيفة. ادعى الجيش السوري الحر والمعارضة السورية أن المقاتلين كانوا ميليشيات موالية للحكومة في حين زعمت الحكومة أنهم كانوا من إرهابيي القاعدة المدعومة من الخارج، والمعروف أنها تعمل في جميع أنحاء البلاد. ما يعني أن هؤلاء المقاتلين وبحسب كل الروايات لم يكونوا من القوات الحكومية السورية.
صدر مؤخرا في "افتتاحية لرئيس تحرير" ذا جلوب اند ميل أن موقف روسيا التي أعلنت أن قوى المعارضة شاركت في المجزرة هو "أمر مثير للضحك والسخرية". ومع ذلك، فإن هذا الخلاف ليس نابعاً من الواقع فحسب، بل أيضا من الفهم الكامل لأربعة أجيال من الحروب الحديثة. من فنزويلا إلى تايلاند، حيث تثير جماعات المعارضة المدعومة من الغرب القلاقل التي يتم استخدامها كغطاء لاغتيال أعضاء حركاتهم نفسها، ثم إلقاء اللوم على الحكومة المستهدفة وتصعيد أي نزاع معين حتى يتم التوصل إلى الكتلة الحرجة، ويطاح عندها بالحكومة المستهدفة.
مثال تاريخي: بانكوك، تايلند 2010
رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا المدعوم من وول ستريت، والمقرب من عائلة بوش مع صلات كانت قبل فترة ولايته واستمرت أثناءها وبعدها، أطيح به من السلطة في عام 2006 من قبل القوى الوطنية لإساءة استعماله للسلطة. وكان تاكسين قد عمل كمستشار لمجموعة كارليل، وأرسل القوات التايلاندية للمساعدة في غزو بوش للعراق، كما حاول تنفيذ اتفاق للتجارة الحرة مع مجموعة فورتشن 500 في وول ستريت من دون موافقة البرلمان، كما استضاف مرافق التعذيب التابعة لوكالة المخابرات المركزية، واستمر بمحاكمات "الحرب على المخدرات" التي شهدت إعداما غير قانوني في الشوارع لـ 2500 من التايلنديين، والذين ثبت في وقت لاحق أن معظمهم لم يكونوا على علاقة بتجارة المخدرات.
منذ الإطاحة به في عام 2006، تلقى دعما من عدد لا يحصى من مجالس (لوبيات) أبرز الشركات في الولايات المتحدة بما في ذالك زمالة عضو مجموعة كارليل جيمس بيكر و بيكر بوتس وداعية الحرب في إدارة بوش روبرت بلاكويل من بربور غريفيث اند روجرز، ومن المحافظين الجدد كينيث أدلمان من إيدلمان الموقع على وثيقة PNAC.
بهذا الدعم قاد تاكسين محاولة عنيفة على نحو متزايد للعودة إلى السلطة من خلال ثورة ملونة "حمراء" مؤلفة من آلة سياسية ضخمة في المحافظات الشمالية الشرقية لتايلاند، ومن مجموعة أتباعه (أنصاره) التي سميت الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية (UDD).
في نيسان من عام 2010، حشد تاكسين الآلاف من أعضاء الجبهة (UDD) لشل العاصمة التايلاندية بانكوك ردا على استيلاء المحكمة على المليارات من الأصول غير المشروعة المملوكة له. في ليلة 10 نيسان 2010، عندما تحركت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، قام مسلحون يرتدون ملابس سوداء بفتح النار على القوات التايلاندية.
جاء في الصفحة 62 من تقرير هيومن رايتس ووتش "التردي باتجاه الفوضى":
"وبما أن الجيش حاول نقل المخيم، فلقد واجهه الرجال المسلحون الذين أطلقوا النار من بنادق هجومية من طراز M16 واي كي 47 على الجيش، وخصوصا عند تقاطع WUA Khok على طريق Rajdamnoen. كما أطلقت قنابل من نوع M79s وألقوا قنابل يدوية من نوع M67 على الجنود. أظهرت لقطات الأخبار وأشرطة الفيديو التي التقطها المتظاهرون والسياح أن العديد من الجنود ممدون وفاقدون للوعي وينزفون على الأرض، في حين كان الرجال المسلحون يعملون بدرجة عالية من التنسيق وبمهارات عسكرية".
خلافا لذلك لم تعترف هيومان رايتس ووتش، وهي منظمة مشكوك بها إلا بعد مرور عام كامل على فضح وجلاء الأحداث و فقط عند مواجهتها بأدلة فوتوغرافية وفيديوهات لا يمكن دحضها والتي التقطت من قبل كل من الصحفيين المحترفين والهواة من المحليين والأجانب. شملت أشرطة فيديو وصورا فوتوغرافية للمقاتلين المسلحين ببنادق من طراز اي كي 47 وM16. حاول مؤيدو تاكسين الغربيون وزعماء المعارضة سابقا إلقاء اللوم لجميع الوفيات الناجمة عن عيارات 5.56مم و M16 بشكل مباشر على القوات المسلحة التايلاندية، بما في ذلك موت المصور المحترف لوكالة رويترز هيرو موراموتو. مع وجود الدليل على أن مقاتلي المعارضة المسلحين كانوا يطلقون أيضا عيارات 5.56 مم، فلقد تم إثبات بطلان هذا الادعاء السياسي.
ومع ذلك، فإن الجانب الأكثر إثارة للاشمئزاز في أحداث العنف ليلة 10 نيسان، 2010 هي حادثة تتعلق بالقتل العمد لأحد المتظاهرين الموالين لتاكسين من قبل مرتزقة تاكسين - مسجلة على شريط فيديو حيث تم تصويرها ونشرها على نطاق واسع، ثم بلا خجل وبلا هوادة استخدمت كدعاية حتى يومنا هذا. وقعت الحادثة ليلة 10 نيسان 2010، وهي الليلة نفسها التي قتل فيها مصور وكالة رويترز هيرو موراموتو، وهذا يعطينا فكرة هائلة عن كيفية توظيف الفوضى الناتجة عن الاضطرابات المدعومة من الغرب و التي تخلق بنفسها بعد ذلك قتلا بشكل متعمد هادف وانتقائي لكل من المتظاهرين والقوات الحكومية لتصعيد التوتر والعنف بينما يتم تقويض شرعية الحكومة المستهدفة.
في شريط فيديو يوتيوب (تحذير: المشهد عنيف للغاية) سجل من قبل دعاة تاكسين، يمكن مشاهدة المحتجين الذين يواجهون القوات على يسار الشاشة مع مجموعة أخرى من المحتجين تحاول الاحتماء بينما يتم تبادل إطلاق النار بين المسلحين والقوات. في مركز الإطار، تتم مشاهدة رجل واضح بشكل بارز يحمل راية حمراء طويلة مع تركيز اهتمامه على رجال يوجهونه لموضع معين. إنه يتحرك في خطوات، تقريبا كما لو انه يتوضع لالتقاط صورة له مع الاحتفاظ بتركيزه على الرجال الموجهين له. يظهر خلفه مراقب وقبعته باتجاه الخلف، يتابع تحركات رجل الراية ويشير بسلسلة من إشارات اليد للرجال الذين يوجهون رجل الراية على يسار الصورة.
صور: لقطات
مأخوذة من شريط الفيديو مع تعليقات تصف الأحداث التي وقعت قبل فترة وجيزة ومباشرة
بعد قيام مرتزقة تاكسين بقتل متعمد لأحد المحتجين التابعين لتاكسين. تم في نهاية
المطاف وضع الصورة النهائية على غلاف مجلة الدعاية الخاصة بتاكسين، "صوت تاكسين".
....
ويمكن رؤية الرجال في أعلى الجانب الأيسر من
الشاشة يلوحون لرجل الراية حول مكان وقوفه بينما يقولون للمحتجين الآخرين أن
"ينخفضوا" قبل أن يتم إطلاق
رصاصة واحدة على أعلى جمجمة الرجل. بينما يدب الذعر بين المتظاهرين ويبتعدون عن
الكاميرا، يتحرك المراقب نحو رجل الراية بهدوء ليقف فوق القتيل ويلوح للمصور الذي
يلتقط الصور الشهيرة التي ستنشر فورا على غلاف مجلة دعاية تاكسين "صوت تاكسين".
ويجب أن نتذكر أن كاميرا الفيديو ركزت اهتمامها طوال الوقت على رجل الراية الغير
مثير للاهتمام هذا حتى وقوع الحدث الرهيب، لتصور جريمة القتل المتعمد بكامل
تفاصيلها تحديداً.
صورة: هذه
نسخة خاضعة للرقابة من الصورة العنيفة جدا "مخصصة" لغلاف مجلة تاكسين
الدعائية "صوت تاكسين"، التي تبرز صورة رجل لم يمض على قتله حتى دقيقة
واحدة. يتوضع العلم الذي كان يلوح به بشكل واضح قبل لحظات على صدره والذي قد أعطي
له على الأرجح لمساعدة قناصة المرتزقة على استهدافه. ويمكن الاطلاع على الغلاف
الأصلي مع الترجمات على هذا الرابط
(تحذير: الصورة عنيفة للغاية). تم اعتقال رئيس
تحرير "صوت تاكسين" في ذلك الحين وسجن لدوره في أعمال العنف 2010 –
بينما دعت جبهات "حقوق الإنسان" الغربية بما فيها باراشاتي Prachatai التي تمولها الولايات
المتحدة لحمايته باعتباره "سجينا
سياسيا" و "ناشطا في مجال حقوق الإنسان". ملاحظة: في الجزء السفلي
من غلاف المجلة عرض قرص ليزري CD "مجانا" يضم فيديو لعملية القتل المسرحية البشعة لهذا
الرجل قليل الحظ.
....
يبين هذا الطبيعة المروعة والقاسية بشكل وحشي
وقاتل لما سمي بالحركات "المؤيدة للديمقراطية" التي زرعت الفوضى من تونس إلى تايلاند، بما في
ذلك بالتأكيد سوريا، ويوضح البعد الكامل للفساد الأخلاقي الذي تديره النخبة
العالمية ووكلاؤها الإقليميون. تظهر "إشارات الغد" آلة قتل جبانة وبلا رحمة
تستتر خلف غشاوة تافهة من الثورية وهي حريصة وتواقة للتخلص من معظم مؤيديها المتشددين
جدا كما تميل للقضاء على معظم معارضيها المكروهين. ولقد حدثت هذه اللعبة التي
وصفتها للتو، ليس فقط مرارا وتكرارا في تايلاند، ولكن في جميع أنحاء شمال أفريقيا
والشرق الأوسط، وكذلك خلال محاولات الغرب السابقة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي هوغو
شافيز في فنزويلا.
بالعودة إلى سوريا
حاليا وأكثر من أي وقت مضى يخوض الجيش السوري الحر بانتظام قتالا مسلحا مع القوات الحكومية، بعدما تم تجهيزه بشكل أفضل بأجهزة الاتصالات، والأسلحة، والدعم المالي واللوجستي من قبل الغرب ودول الخليج. تماما كما كان مسلحو تاكسين قادرين على جر القوات التايلاندية إلى صراع يستخدم كغطاء لارتكاب أعمال وحشية مصطنعة لاستخدامها كدعاية ضد الحكومة التايلاندية، فالمقاتلون في سوريا فعليا وبشكل مثبت استخدموا التكتيكات نفسها. في عام 2011 بينا في مقالتين أن mystery gunmen" would regularly start firefights "مسلحين غامضين" سيخوضون معارك نارية بانتظام خلال مسيرات الاحتجاج تماما كما في بانكوك، ويطلقون النار على كل من القوات السورية والمتظاهرين، مع وصف كلا الجانبين لوجود غامض لـ"القناصة على أسطح المباني"with both sides describing elusive "rooftop snipers
ببساطة تظهر مجزرة حولا على نطاق أوسع بكثير أن من نفذها مقاتلون مسلحون لا ينتمون على الأرجح سواء لمقاتلي الجيش السوري الحر أو الحكومة السورية، بل يتكونون من العناصر الأجنبية تماما كما أعلنت ذلك الحكومة السورية. تماما كما حدث في بانكوك حيث تمت مفاجأة المحتجين والقوات التايلاندية إلى حد كبير عند وصول مقاتلي تاكسين، فإن مقاتلي الجيش السوري الحر، سكان حولا، والقوات السورية جميعهم بدوا في حيرة حول من قام بالضبط بارتكاب هذه الفظائع.
ومن بين كل الإشارات يبدو لافتا التسرع ذو الدوافع السياسية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وجماعة الإخوان المسلمين لإدانة المذبحة و إلقاء اللوم دون أي دليل أو أساس على الحكومة السورية والبكاء بانسجام تام استدعاء للتدخل العسكري وهو ما يمثل إلى حد بعيد أكبر دليل حتى الآن على تجريم من كان حقا وراء حمام الدم هذا. لمصلحة من؟ من الواضح بشكل جلي أنها تأتي في مصلحة حلف شمال الأطلسي ووكلاءه في الشرق الأوسط، بالتالي هم من فعلها.
من الواضح أن هناك إمكانية بارزة لوجود طرف ثالث استغل الاشتباك المطول بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في حولا، لافتعال هذه المجزرة الفظيعة جدا. بوجود عدد قليل جدا من الحقائق في متناول اليد، فإنه سيكون قمة في عدم المسؤولية إلقاء اللوم على أي جهة بشكل مباشر بحيث يتم اتخاذ إجراءات عقابية. وهكذا في حين أن جلوب اند ميل توبخ بعنف روسيا لاقتراحها حول أنه "لا بد من تحديد المسؤولية بشكل موضوعي"، فإنها إلى حد بعيد، دون أي تردد، تسلك أقصى ما يمكنها من تطرف في تغطيتها. إذا كان الغرب يعبر عن أسفه لانعدام الثقة فيه التي يعاني منها حاليا، فليس لديه لإلقاء اللوم سوى نفسه، وتاريخه الطويل من إدارة فرق الموت بهذه الطريقة تماما.
حاليا وأكثر من أي وقت مضى يخوض الجيش السوري الحر بانتظام قتالا مسلحا مع القوات الحكومية، بعدما تم تجهيزه بشكل أفضل بأجهزة الاتصالات، والأسلحة، والدعم المالي واللوجستي من قبل الغرب ودول الخليج. تماما كما كان مسلحو تاكسين قادرين على جر القوات التايلاندية إلى صراع يستخدم كغطاء لارتكاب أعمال وحشية مصطنعة لاستخدامها كدعاية ضد الحكومة التايلاندية، فالمقاتلون في سوريا فعليا وبشكل مثبت استخدموا التكتيكات نفسها. في عام 2011 بينا في مقالتين أن mystery gunmen" would regularly start firefights "مسلحين غامضين" سيخوضون معارك نارية بانتظام خلال مسيرات الاحتجاج تماما كما في بانكوك، ويطلقون النار على كل من القوات السورية والمتظاهرين، مع وصف كلا الجانبين لوجود غامض لـ"القناصة على أسطح المباني"with both sides describing elusive "rooftop snipers
ببساطة تظهر مجزرة حولا على نطاق أوسع بكثير أن من نفذها مقاتلون مسلحون لا ينتمون على الأرجح سواء لمقاتلي الجيش السوري الحر أو الحكومة السورية، بل يتكونون من العناصر الأجنبية تماما كما أعلنت ذلك الحكومة السورية. تماما كما حدث في بانكوك حيث تمت مفاجأة المحتجين والقوات التايلاندية إلى حد كبير عند وصول مقاتلي تاكسين، فإن مقاتلي الجيش السوري الحر، سكان حولا، والقوات السورية جميعهم بدوا في حيرة حول من قام بالضبط بارتكاب هذه الفظائع.
ومن بين كل الإشارات يبدو لافتا التسرع ذو الدوافع السياسية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وجماعة الإخوان المسلمين لإدانة المذبحة و إلقاء اللوم دون أي دليل أو أساس على الحكومة السورية والبكاء بانسجام تام استدعاء للتدخل العسكري وهو ما يمثل إلى حد بعيد أكبر دليل حتى الآن على تجريم من كان حقا وراء حمام الدم هذا. لمصلحة من؟ من الواضح بشكل جلي أنها تأتي في مصلحة حلف شمال الأطلسي ووكلاءه في الشرق الأوسط، بالتالي هم من فعلها.
من الواضح أن هناك إمكانية بارزة لوجود طرف ثالث استغل الاشتباك المطول بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في حولا، لافتعال هذه المجزرة الفظيعة جدا. بوجود عدد قليل جدا من الحقائق في متناول اليد، فإنه سيكون قمة في عدم المسؤولية إلقاء اللوم على أي جهة بشكل مباشر بحيث يتم اتخاذ إجراءات عقابية. وهكذا في حين أن جلوب اند ميل توبخ بعنف روسيا لاقتراحها حول أنه "لا بد من تحديد المسؤولية بشكل موضوعي"، فإنها إلى حد بعيد، دون أي تردد، تسلك أقصى ما يمكنها من تطرف في تغطيتها. إذا كان الغرب يعبر عن أسفه لانعدام الثقة فيه التي يعاني منها حاليا، فليس لديه لإلقاء اللوم سوى نفسه، وتاريخه الطويل من إدارة فرق الموت بهذه الطريقة تماما.
وهذا هو رابط المقال الأصلي:
ترجمة أيهم اسماعيل
تم نشر هذه المقالة على
موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3784