30‏/03‏/2013

المقالة الثالثة: هندسة التمرد وبناء الذرائع لتبرير التدخل الخارجي


المقالة الثالثة: هندسة التمرد وبناء الذرائع لتبرير التدخل الخارجي
"هناك نوع آخر من الحرب الحديثة تفوق في شدتها، الحرب التقليدية القديمة باستخدام مقاتلي العصابات، المخربين والمتمردين والقتلة، وحرب العصابات (الكمائن) بدلا من القتال وجها لوجه، التسلل بدلا من العدوان، وتسعى للنصر من خلال تقويض العدو وإنهاكه بدلا من غزوه. انه الافتراس عن طريق الاضطرابات. "
جون كينيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
أثارت الاضطرابات السياسية في تونس منذ عدة أشهر سلسلة من الأحداث يشار إليها بـ "الربيع العربي"، والتي اجتاحت العديد من البلدان في شمال أفريقيا. كان من بين الذين خرجوا إلى الشوارع بقصد التظاهر السلمي، المنشقون المحليون الذين تلقوا التدريب والتمويل والمساعدة المادية من القوى الأجنبية من خلال منظمات تموّلها بشكل كبير وزارة الخارجية الأمريكية. كما حصلت هذه الحركات على اهتمام وسائل الإعلام الدولية، حيث تم استخدام تقارير لم يتم التحقق منها عن أعمال القمع الحكومي المفرط لتشويه صورة الحكومات الوطنية في المنطقة. قامت المؤسسات الإعلامية مثل قناة الجزيرة و فوكس نيوز بدورها بتوجيه الرأي العام في محاولة لحشد الدعم لجماعات المعارضة المدعومة من قبل الغرب. و في وقت لاحق تلقت القوى المنشقة وبشكل علني الأسلحة والمساعدة المادية من الخارج، من أجل شن حرب العصابات الثورية ضد السلطات الحاكمة في تلك البلدان.
واحدة من المنظمات المشاركة في التجنيد والتدريب، ودعم النشطاء الشباب في بداية "الربيع العربي" قد تمّ وصفها في مقالة نيويورك تايمز في نيسان 2011 1. في وقت لاحق ستوصف منظمة حركات  Movements.org، و تحالف الحركات الشبابية، المشاركة في انتفاضات "الربيع العربي" وسيتم الاعتراف بتلقيها التمويل الأمريكي. تذكر المقالة أن تورط بيت الحرية (Freedom House)، والصندوق الوطني للديمقراطية، واثنين من المنظمات التابعة له، المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني، في تجنيد وتدريب ودعم الاضطرابات، قد بدأ في وقت مبكر من عام 2008. في حين أن مقالة نيويورك تايمز لا تذكر اسم المنظمة، فإنها تشير إلى إعلان رسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بعنوان "الإعلان عن مؤتمر تحالف الحركات الشبابية" الذي يفعل ذلك بشكل جلي.2 تحالف الحركات الشبابية هو اتحاد مدعوم من "كلية انقلاب" (coup college) سواء بالنسبة للجهود، وأنشطة التدريب لتدمير وإسقاط الحكومات لصالح وزارة الخارجية الأمريكية.
في 26 شباط 2011، أصدر معهد بروكينغز ومقره الولايات المتحدة تقريراً بعنوان " الاختبار الليبي للنظام الدولي الجديد" الذي ناقش المصلحة في التدخل في ليبيا، واصفا المشروع بأنه "اختبار على المجتمع الدولي اجتيازه." عدم القيام بذلك (الفشل) من شأنه، على حد قول مدير مركز بروكنجز الدوحة سلمان الشيخ، "المزيد من زعزعة إيمان شعوب المنطقة في النظام الدولي الناشئ وسيادة القانون الدولي." والنجاح، كما يذكر التقرير، "سيرسم حداً واضحاً في الرمال لردع المستبدين (الحكّام) العرب الآخرين من اللجوء لقمع شعوبهم بدلاً من الحوار والإصلاحات الحقيقية". يشير معهد بروكينغز إلى أن تكامل ليبيا في "النظام الدولي" بواسطة الإصلاحات، سينحي السياسات الاقتصادية الوطنية جانباً للسماح للحكومات الأجنبية والشركات متعددة الجنسيات باغتصاب سيادة البلد ومواردها الطبيعية الهائلة.3
هوامش:
1- U.S. Groups Helped Nurture Arab Uprisings, The New York Times, April 14, 2011
2-Announcement on Alliance of Youth Movements Summit, America.Gov Archive, November 20, 2008
3-Libya’s Test of the New International Order, Brookings Institution, February 26, 2011


تم نشر هذه المقالة على موقع الأيهم صالح على العنوان التالي: http://www.alayham.com/node/3781

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate