21‏/06‏/2012

سوريا: الحرب "الإنسانية" القادمة لحلف شمال الأطلسي؟


سوريا: الحرب "الإنسانية" القادمة لحلف شمال الأطلسي؟
كتاب تفاعلي على الإنترنت
بقلم البروفسور ميشيل شوسودوفسكي


العالمية للبحوث، 15 تموز 2012
- 11-2-2012
ملاحظة للقراء: علموا هذه الصفحة لتكون مرجعا في المستقبل.
يرجى نشر الكتاب التفاعلي على الانترنت للقاصي والداني. والإضافة في الفيسبوك.
 [جدول المحتويات انتقل لأسفل الكتاب التفاعلي]

  
العالمية للبحوث سلسلة الانترنت التفاعلية للقراء
كتاب العالمية للبحوث رقم.3

ميشيل شوسودوفسكي (مؤلف)
شباط 2012
إن الكتب التفاعلية للقراء لموقع البحوث العالمية على الإنترنت، نجمعها سوية، على شكل فصول، ومجموعة من مقالات موقع البحوث العالمية، بما في ذلك النقاش والتحليل، وعلى نطاق واسع للفكرة الرئيسية أو موضوع القضية. للمشاركة في سلسلة الكتب التفاعلية للقراء لموقع البحوث العالمية على الإنترنت، اضغط هنا.
ملاحظة للقراء: اكتمل هذا الكتاب التفاعلي في شهر شباط عام 2012. في ضوء التطورات الأخيرة، فقد تم تحديث هذه المجموعة بتاريخ (15حزيران2012) بمقالات إضافية، تتعلق إلى حد كبير بقتل المدنيين من قبل الجيش السوري الحر(FSA) الذي ترعاه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. ويلقى باللوم على الحكومة السورية بشكل مفرط ومقصود لكل عمليات القتل هذه والفظائع التي ترتكبها فرق الموت  التابعة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بغية تبرير التدخل العسكري تحت مسمى مسؤولية الحماية Responsibility to Protect (R2P or RtoP).
الإضافات على الطبعة الأولية في شباط 2012 من هذا الكتاب التفاعلي تتكون من الجزء السابع بعنوان الدعاية للحرب وقتل المدنيين الأبرياء. يشار إلى الإضافات أخرى بـ [*]
لمتابعة التحليلات والتقارير الإخبارية الأخيرة المتعلقة بسوريا في موقع الأبحاث العالمية، راجع ملفنا بعنوان: سورية: حرب منظمة حلف شمال الأطلسي القادمة SYRIA: NATO'S NEXT WAR

مقدمة
"من أجل تسهيل عمل القوى التحررية (الليبرالية)، ... ينبغي بذل جهود خاصة للقضاء على أشخاص أساسيين بعينهم. ... [إلى] أن يتم الإنجاز في وقت مبكر في سياق الانتفاضة والتدخل، ...
لقد تم التوصل مسبقا إلى قرار سياسي للمضي قدما بإثارة الاضطرابات الداخلية في سوريا، وكالة المخابرات المركزية CIA استعدت، ومعها المخابرات البريطانية (MI6) ستحاولان تصعيد حوادث التخريب الجزئي داخل سوريا وصولا للانقلاب الكلي، والعمل من خلال الاتصالات مع الأفراد.... والحوادث ينبغي أن لا أن تتركز في دمشق ...
أبعد من ذلك: " إن الدرجة الضرورية من الخوف .. وحوادث الحدود والاشتباكات الحدودية (المنظمة) ستوفر الذريعة للتدخل ... ينبغي على وكالة المخابرات المركزية CIA والمخابرات البريطانية (MI6) استخدام ... قدراتها على حد سواء في المجالات النفسية (السيكولوجية) وميادين العمل لزيادة التوتر. " (وثيقة استخبارية مسربة مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لندن وواشنطن، 1957)
في هذا الكتاب التفاعلي على شبكة الإنترنت ، سنلفت انتباه قرائنا لمجموعة مختارة من المقالات حول الأزمة السورية.
هدفنا هو تبديد موجة أكاذيب وسائل الإعلام والدعاية الحكومية، التي تعرض الأحداث التي وقعت في سوريا على أنها "حركة احتجاج سلمية".
إن "الاحتجاجات" لم تنبع من الانشقاقات السياسية الداخلية كما هو موضح من قبل وسائل الإعلام الرئيسية. بل كانت منذ البداية، نتيجة لعملية سرية لاستخبارات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي موجهة لإحداث حالة من الفوضى الاجتماعية، وذلك بهدف تشويه سمعة حكومة بشار الأسد السورية في نهاية المطاف وزعزعة استقرار سوريا كدولة وطنية.
منذ منتصف آذار 2011، نفذت الجماعات الإسلامية المسلحة - المدعومة سرا من قبل المخابرات الغربية والإسرائيلية - هجمات إرهابية ضد مبان حكومية بما في ذلك أعمال الحرق المتعمد للمباني والمنشآت. عمليات موثقة بما فيه الكفاية، لاستهداف القناصة والمسلحين المدربين بما في ذلك المرتزقة لعناصر الشرطة والقوات المسلحة، فضلا عن المدنيين الأبرياء. هناك أدلة كثيرة، كما هو مبين في تقرير بعثة المراقبين لجامعة الدول العربية، بأن هذه الجماعات المسلحة من المرتزقة هي المسؤولة عن قتل المدنيين.
في حين أن الحكومة السورية والقوات المسلحة يتحملون عبئا ثقيلا من المسؤولية. فإن من المهم أن نؤكد على حقيقة أن هذه الأعمال الإرهابية - بما في ذلك القتل العشوائي للرجال والنساء والأطفال - هي جزء من مبادرة الولايات المتحدة والأطلسي وإسرائيل، والتي تتألف من الدعم والتدريب والتمويل "للكيان المسلح" العامل داخل سوريا.
تؤكد الأدلة أن عملاء الاستخبارات الأجنبية، وفقا للتقارير، اندمجت في صفوف المتمردين:
"وبما أن الاضطرابات وأعمال القتل تتصاعد داخل الدولة العربية المضطربة، فإن عملاء من المخابرات البريطانية MI6 ووكالة الاستخبارات المركزية CIA هم بالفعل في سوريا لتقييم الوضع، بحسب ما كشفه مسؤول أمني. هناك قوات خاصة تتحدث مع الجنود السوريين المنشقين، وهي تريد أن تعرف عن الأسلحة وأجهزة الاتصالات التي ستحتاجها قوات المتمردين في حال قررت الحكومة مساعدتهم."
" المخابرات البريطانية MI6 ووكالة الاستخبارات المركزية CIA تعملان في سوريا للتسلل والحصول على الحقيقة، بحسب مصدر رفيع. "لدينا عناصر من القوات الجوية والبحرية الخاص ليست بعيدة بالنسبة للذين يريدون أن يعرفوا ما يجري على الأرض ولمعرفة ما يحتاجه الجنود المنشقون من معدات." " ستكون سوريا الأكثر دموية حتى الآن"، ديلي ستار .  Syria will be bloodiest yet , Daily Star)) (الإضافة للتوكيد)
الجيش السوري الحر(FSA) هو من صنع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. والهدف من هذا التمرد المسلح هو إثارة رد فعل من الشرطة والقوات المسلحة، بما في ذلك نشر الدبابات والعربات المدرعة وذلك بهدف تبرير التدخل العسكري في نهاية المطاف، تحت عنوان "مسؤولية الحماية" بانتداب حلف شمال الأطلسي.
 والتدخل بقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي هو بالفعل على الطاولة. ولقد تم التخطيط لذلك قبل ظهور حركة الاحتجاج في آذار 2011. وفقا لمصادر عسكرية و استخباراتية، وقد ناقش كل من حلف شمال الأطلسي، وتركيا والمملكة العربية السعودية "الشكل الذي سيتخذه هذا التدخل".
يقوم عملاء الولايات المتحدة وبريطانية وتركيا بتزويد المتمردين بالأسلحة. أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنه قد "تم وضع خطط سرية لإقامة منطقة حظر طيران برعاية حلف شمال الأطلسي [بالتنسيق مع حلفائها]" ولكنه يحتاج أولا إلى دعم مجلس الأمن الدولي. "(سوريا ستكون الأكثر دموية حتى الآن، ديلي ستار  Syria will be bloodiest yet , Daily Star)  ووفقا لهذه الخطط السرية: "القتال في سوريا يمكن أن يكون أدش وأكثر دموية من المعركة ضد القذافي" (المرجع نفسه).
إن التدخل العسكري "الإنساني" على غرار ليبيا ممكن. والقوات الخاصة لحلف شمال الأطلسي من بريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا هي بالفعل على أرض الواقع داخل سوريا في انتهاك صارخ للقانون الدولي. تؤكد التقارير الواردة من مصادر عسكرية بريطانية (تشرين الثاني 2011) على ما يلي:
"لقد التقت القوات الخاصة البريطانية مع أعضاء من الجيش السوري الحر (FSA) ... والهدف الواضح من هذا الاتصال الأولي كان لتوطيد وتعزيز قوة القوات المتمردة وإلى تمهيد الطريق أمام أي عمليات تدريب في المستقبل .... وقد ذكرت التقارير الأحدث أن القوات الخاصة البريطانية والفرنسية قامت بالتدريب الفعلي لأعضاء من الجيش السوري الحر (FSA)، في قاعدة في تركيا. بعض التقارير تشير إلى أن التدريب يجري أيضا في مواقع في ليبيا وشمال لبنان. قام عملاء المخابرات البريطانية MI6 و أفراد من القوات الخاصة البريطانية (الجوية والبحرية) UKSF (SAS/SBS)  بحسب ما ورد من تقارير بتدريب المتمردين على حرب المدن، فضلا عن تزويدهم بالأسلحة والمعدات. يُعتقد أن عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والقوات الخاصة تزود المتمردين بوسائل الاتصالات المساعدة." قوات نخبة المملكة المتحدة، 5 كانون الثاني 2012 Elite Forces UK, January 5, 2012  (إضافة للتوكيد)



البيئة الاجتماعية والسياسية في سوريا
بالتأكيد هناك سبب للاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات الحاشدة في سوريا: ازدادت البطالة في السنوات الأخيرة، تدهورت الأوضاع الاجتماعية، وخاصة منذ اعتماد الإصلاحات الاقتصادية الشاملة في عام 2006 تحت إشراف صندوق النقد الدولي. التي شملت في وقت لاحق تدابير التقشف، وتجميد الأجور وتحرير النظام المالي، وإصلاح التجارة والخصخصة. (راجع صندوق النقد الدولي الجمهورية العربية السورية - المادة الرابعة من بيان بعثة المشاورات الختامية لصندوق النقد الدولي ، 2006  IMF Article IV Consultation Mission's Concluding Statement,  2006).
علاوة على ذلك، هناك انقسامات خطيرة داخل الحكومة والجيش. لقد تآكلت بنية السياسات الشعبية لحزب البعث إلى حد كبير. لقد تبنت واعتنقت زمرة داخل المؤسسة السياسية الحاكمة الأجندة الليبرالية الجديدة. في المقابل، فإن اعتماد "العلاج الاقتصادي" لصندوق النقد الدولي عمل على إثراء النخبة الاقتصادية الحاكمة. وقد تم أيضا وضع الفصائل الموالية للولايات المتحدة ضمن المستويات العليا في الجيش والمخابرات السورية.
ولكن الحركة "المؤيدة للديمقراطية" والمتكاملة مع الإسلاميين والمدعومة من منظمة حلف شمال الأطلسي و "المجتمع الدولي" لم تنبعث من عماد المجتمع المدني السوري.
تمثل موجة الاحتجاجات العنيفة جزءا ضئيلا جدا من الرأي العام السوري. فهي أعمال إرهابية ذات طابع طائفي. وهي لا تعالج بأي شكل من الأشكال القضايا الأوسع نطاقا من عدم المساواة الاجتماعية، والحقوق المدنية والبطالة.
لا تدعم الغالبية العظمى من سكان سورية (بما في ذلك المعارضون لحكومة الأسد) "الحركة الاحتجاجية" التي تتميز بالتمرد المسلح. في واقع الأمر إن العكس تماما هو الصحيح.
ومن المفارقات، أنه على الرغم من طبيعتها الاستبدادية، فإن هناك دعما شعبيا كبيرا لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تؤكده المسيرات الضخمة المؤيدة للحكومة.
تشكل سوريا الدولة العلمانية الوحيدة (المتبقية) المستقلة في العالم العربي. ورثت سوريا قاعدتها الشعبية، العلمانية البنية و المناهضة للإمبريالية من حزب البعث الحاكم، الذي يجمع بين المسلمين والمسيحيين والدروز. إنها تؤيد نضال الشعب الفلسطيني.
إن الهدف الجوهري من هذا التحالف بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هو إزاحة وتدمير الدولة السورية العلمانية وتهجير أو إشراك النخب الاقتصادية الوطنية وصولا في نهاية المطاف لاستبدال حكومة بشار الأسد بإمارة (مشيخة) عربية، أو جمهورية إسلامية موالية للولايات المتحدة أو جمهورية "ديمقراطية" مذعنة وموالية للولايات المتحدة.
  

مسيرة مؤيدة للحكومة، دمشق، آذار 2011

التمرد: النموذج الليبي
لدى التمرد في سوريا ملامح مماثلة لتلك التي من ليبيا: تم الدمج بين كتائب شبه عسكرية تابعة لتنظيم القاعدة، والتي يتم دعمها مباشرة من قبل منظمة حلف شمال الأطلسي، وتركيا.
تؤكد التقارير أن حلف شمال الأطلسي والقيادة العليا في تركيا تقدم السلاح والتدريب للمتمردين: "يفكر الإستراتيجيون في منظمة حلف شمال الأطلسي أكثر بتأمين تدفق كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات، ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة إلى مراكز الاحتجاج لكسر القوات الحكومية لمدرعة ". (ديبكا، حلف شمال الأطلسي لإعطاء المتمردين أسلحة مضادة للدبابات، 14 أب، 2011 DEBKAfile, NATO to give rebels anti-tank weapons, August 14, 2011 )
كذلك أكدت مصادر عسكرية أن المتمردين السوريين "قد تم تدريبهم على استخدام الأسلحة الحديثة مع ضباط الجيش التركي في منشآت مؤقتة في القواعد التركية بالقرب من الحدود السورية". (ديبكا، DEBKAfile المرجع نفسه). تؤكد التقارير الأخيرة أن القوات الخاصة البريطانية والقطرية الموجودة على أرض الواقع في مدينة حمص، شاركت في تدريب قوات المتمردين، فضلا عن تنظيم توريد الأسلحة والارتباط الوثيق مع الجيش التركي.
كما في حالة ليبيا، يتم توجيه الدعم المالي لقوات المتمردين السوريين من المملكة العربية السعودية: "أنقرة والرياض ستزود الحركات المناهضة للأسد بكميات كبيرة من الأسلحة والأموال ليتم تهريبها من خارج سوريا" (المرجع نفسه) . من المحتمل أيضا نشر القوات السعودية وقوات من دول مجلس التعاون الخليجي في جنوب سوريا وذلك بالتنسيق مع تركيا (المرجع نفسه).
لا تقتصر أنشطة منظمة حلف شمال الأطلسي على تدريب وتقديم منظومات الأسلحة، بل يتعداه لتجنيد الآلاف من "مقاتلي الحرية" كما تم التخطيط له مسبقا، وهو ما يذكرنا بتجنيد المجاهدين للجهاد لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (الحرب المقدسة) في أوج الحرب السوفياتية -الأفغانية:
كان هذا التجنيد للمجاهدين جزءا من إستراتيجية حلف شمال الأطلسي في ليبيا، حيث تم إرسال قوات مرتزقة للقتال تحت قيادة عبد الحكيم بلحاج القائد "السابق" للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة (LIFG).
لقد تم تطبيق النموذج الليبي لقوات المتمردين المتكاملة مع "الكتائب الإسلامية" جنبا إلى جنب مع القوات الخاصة لحلف شمال الأطلسي في سوريا، التي ينتشر فيها "المقاتلون الإسلاميون" المدعومة من الغرب والمخابرات الإسرائيلية. في هذا الصدد، فقد تم إرسال لواء الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية التابع لعبد الحكيم إلى سوريا، حيث أنها تورطت في أعمال إرهابية تحت إشراف القوات الخاصة لمنظمة حلف شمال الأطلسي.
الدور المحوري لسفير الولايات المتحدة روبرت إس.فورد
تم إرسال السفير الأمريكي  روبرت فورد إلى دمشق في أواخر شهر كانون الثاني 2011 في ذروة حركة الاحتجاج في مصر. (كان المؤلف في دمشق في 27 كانون الثاني 2011 عندما قدم مبعوث واشنطن أوراق اعتماده لحكومة الأسد).
في بداية زيارتي لسوريا في كانون الثاني 2011، تأملت في أهمية هذا التعيين الدبلوماسي والدور الذي يمكن أن يلعبه في العملية السرية لزعزعة الاستقرار السياسي. ومع ذلك، لم أكن أتوقع أن يتم تنفيذ هذه الأجندة لزعزعة الاستقرار في غضون أقل من شهرين بعد تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة إلى سوريا.
إن إعادة السفير الأميركي إلى دمشق، وبشكل أكثر تحديدا اختيار روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة، يثبت وجود علاقة مباشرة ببدء حركة الاحتجاج في منتصف آذار ضد حكومة بشار الأسد.
لقد كان روبرت فورد الرجل المناسب لهذه المهمة. فعندما كان "الرجل الثاني" في السفارة الأمريكية في بغداد (2004-2005) تحت رئاسة السفير جون دي.نيغروبونتي، لعب دورا رئيسيا في تنفيذ أجندة وزارة الدفاع الأمريكية "خيار سلفادور في العراق". وتألفت هذه الأخيرة من دعم كتائب الموت العراقية والقوات شبه العسكرية على غرار التجربة في أمريكا الوسطى (سلفادور).
تجدر الإشارة إلى أن التعيين الحديث من قبل الرئيس أوباما لرئيس وكالة المخابرات المركزية، الجنرال ديفيد بترايوس الذي لعب دورا رئيسيا في تنظيم الدعم السري لقوات المتمردين و"المقاتلين من أجل الحرية"، واختراق المخابرات السورية والقوات المسلحة، الخ. كما قاد بترايوس برنامج الأمن المتعدد الجنسيات لانتقال القيادة (MNSTC) "مكافحة التمرد" في بغداد في عام 2004 بالتنسيق مع جون نغروبونتي، وروبرت فورد  في السفارة الأميركية في بغداد.

السفير فورد في مدينة حماة في تموز 2011

الدور الغادر (الماكر) لوسائل الإعلام الغربية
لم تقم وسائل الإعلام الغربية بالتصدي من قبل لدور التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل في إثارة التمرد المسلح. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من "الأصوات التقدمية" وافقت على "إجماع حلف شمال الأطلسي" على علاته. ببساطة لم يتم ذكر دور وكالة الاستخبارات المركزية وجهاز MI6 بعمليات استخبارية سرية لدعم الجماعات المسلحة.لقد تلقت الجماعات السلفية شبه العسكرية الضالعة في الأعمال الإرهابية، وفقا للتقارير، الدعم السري من المخابرات الإسرائيلية (الموساد). ولقد تم دعم جماعة الإخوان المسلمين من قبل تركيا، إضافة لتلقيها دعم جهازMI6، وجهاز الخدمات السرية البريطانية (SIS) منذ خمسينات القرن الماضي.
بشكل أعم، ضللت وسائل الإعلام الغربية الرأي العام حول طبيعة حركة الاحتجاج العربية من خلال عدم التصدي للدعم الذي تقدمه وزارة الخارجية الأميركية، إضافة لمؤسسات الولايات المتحدة (بما في ذلك الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)) بشكل خاص لجماعات المعارضة الموالية للولايات المتحدة.
بات معروفا وموثقا، أن وزارة الخارجية الأمريكية "قد قامت بتمويل معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، منذ عام 2006 (الولايات المتحدة تقر بتمويل المعارضة السورية - العالم – أخبار سي بي سي 18 نيسان 2011 U.S. admits funding Syrian opposition - World - CBC News April 18, 2011).
قامت وسائل الإعلام بتأييد حركة الاحتجاج في سوريا كجزء من "الربيع العربي"، التي قدمت إلى الرأي العام كحركة احتجاج مؤيدة للديمقراطية التي انتشرت بشكل عفوي من مصر والمغرب العربي إلى المشرق العربي. مع ذلك هناك ما يدعو إلى الاعتقاد، بأن ما يجري في سوريا، من ناحية أخرى قد تم التخطيط له جيدا في وقت مبكر وبالتنسيق مع عملية تغيير النظام في دول عربية أخرى منها مصر وتونس.
بالنسبة لاندلاع حركة الاحتجاج في مدينة درعا الجنوبية الحدودية فلقد تم توقيتها بعناية لتعقب الأحداث في تونس ومصر.
في جوقة واحدة (الكورس أو الكورال) وصفوا الأحداث الأخيرة في سوريا بأنها "حركة احتجاج سلمية" ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، بينما تؤكد الأدلة بوضوح أن الجماعات الإسلامية المسلحة تورطت في أعمال إرهابية. لقد تسللت هذه الجماعات الإسلامية نفسها في المسيرات الاحتجاجية.
قامت وسائل الإعلام الغربية بتحريفات كثيرة. فلقد قدمت المسيرات الضخمة "الموالية للحكومة" (بما في ذلك الصور الفوتوغرافية) وبشكل مقصود على أنها "دليل" على حركة الاحتجاج الجماهيرية المناهضة للحكومة. استندت التقارير حول الضحايا إلى "تقارير شهود العيان" غير المؤكدة أو إلى مصادر من المعارضة السورية في المنفى. لقد قامت وسائل الإعلام الغربية بالنقل والاقتباس بغزارة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن على أنه "مصدر موثوق" مع التحفظات (التنصل) المعتادة. وبينما تتجنب مصادر الأخبار الإسرائيلية  مسألة التمرد المسلح، فإنها تعترف ضمنيا أنه القوات السورية تواجه قوات شبه عسكرية محترفة منظمة.
لم يمنع عدم وجود بيانات قابلة للتحقق وسائل الإعلام الغربية من طرح "روايات موثوقة" حول عدد الضحايا. ما هي مصادر هذه البيانات؟ ومن هو المسؤول عن الضحايا؟
مفترق طرق خطير: توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط وصولا لوسط آسيا
إن التصعيد هو جزء لا يتجزأ من جدول (أجندة) الأعمال العسكرية. يتم التنسيق بشكل وثيق بين زعزعة استقرار الدول ذات السيادة من خلال "تغيير النظام" والتخطيط العسكري. هناك خريطة طريق عسكرية تمايزت من خلال سلسلة من مسارح الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
لقد كانت استعدادات الحرب للهجوم على سوريا وإيران في "مرحلة متقدمة من الاستعداد" لعدة سنوات مضت.
ولقد رسم المخططون العسكريون في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل ملامح الحملة العسكرية "الإنسانية"، والتي ستلعب فيها تركيا (ثاني أكبر قوة عسكرية داخل منظمة حلف شمال الأطلسي) دورا محوريا.
نحن على مفترق طرق خطير. حيث أن العملية العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التي ستنطلق ضد سوريا، ستجتاح على نطاق أوسع منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا لتمتد من شمال أفريقيا وشرق المتوسط ​​إلى الحدود الأفغانية الباكستانية مع الصين ستغرقنا اضطراب هائل لحرب إقليمية واسعة.
في الوقت الحاضر هناك أربعة مسارح حرب متميزة: أفغانستان-باكستان والعراق وفلسطين وليبيا.
سيؤدي الهجوم على سوريا إلى تكامل هذه المسارح المنفصلة للحرب، ​​مما يؤدي في النهاية إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط ووسط آسيا.
يقدم الجزء الأول من هذا الكتاب التفاعلي على الإنترنت، مقالة افتتاحية.
يتناول الجزء الثاني طبيعة التمرد الذي ترعاه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل، بما في ذلك تجنيد الإرهابيين والمرتزقة. ويتضمن أيضا فحصا للخطة الإستخبارية السرية الأنجلو أمريكية لزعزعة الاستقرار في سوريا عام 1957 وإنجاز "تغيير النظام". وضعت خطة عام 1957 تصورات لإثارة "الاضطرابات الداخلية فضلا عن تصعيد " حوادث التخريب والانقلابات (وهكذا) "من قبل عملاء وكالة المخابرات المركزية والمخابرات البريطانية MI6. ما يوحي به هذا المقال بعبارة أخرى هو استمرار استخبارات اليوم بهذه العمليات. للأسف، بوجود المضللين بشكل أكثر مما كان عليه الوضع في عصر الحرب الباردة، ينتمون لعالم يشاهد بسذاجة تكرار أحداث الماضي الأليم.
يتناول الجزء الثالث تواطؤ "المجتمع الدولي" بالتركيز وبالتوالي على دور المنظمات غير الحكومية، وديناميكيات العمل داخل مجلس الأمن في الأمم المتحدة ودور جامعة الدول العربية، التي تعمل لصالح واشنطن.
يركز الجزء الرابع على الدور الماكر لشركات الإعلام، والتي شوهت الحقائق بعناية، ووفرت منهجية الفهم المتحيز لأسباب ونتائج الأزمة السورية.
يركز الجزء الخامس على الأجندة الأوسع نطاقا للأعمال العسكرية وعملية التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط.
يمر الطريق إلى طهران عبر دمشق. وستتضمن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد إيران، كخطوة أولى، حملة لزعزعة الاستقرار ("تغيير النظام") بما في ذلك عمليات استخبارية سرية لدعم قوات المتمردين ضد الحكومة السورية.
يمكن أن تتطور الحرب على سوريا من أجل التوصل إلى حملة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي العسكرية الموجهة ضد إيران، والتي ستشارك تركيا وإسرائيل فيها بشكل مباشر. ويمكن أن تسهم أيضا في زعزعة الاستقرار المستمرة في لبنان.
من الأهمية بمكان العمل لنشر الكلمة وكسر التضليل الذي تمارسه أقنية وسائل الإعلام.
إن الفهم النقدي وغير المنحاز لما يجري في سوريا هو من الأهمية بمكان لمواجهة تيار التصعيد العسكري نحو الحرب الإقليمية الأوسع.
ميشيل شوسودوفسكي، مونتريال، 11 شباط 2012 Michel Chossudovsky, Montreal, February 11, 2012
[انشروا الكلمة. وجهوا هذا الكتاب التفاعلي على شبكة الإنترنت للقاصي والداني. أضيفوه في الفيسبوك]
وهذا هو رابط المقال الأصلي
ترجمة أيهم اسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate