الولايات المتحدة تقول لروسيا: استسلمي
أو شاركينا السباحة في بحر الدم السوري
استمرار محاولات الولايات المتحدة لاستخدام
جرائم القتل الشامل لتحقيق نصرها في سوريا.
بقلم توني كارتلوشي
6 حزيران 2012 - كما أصبح ظاهرا
للعيان فالعنف في سوريا قد تم الإعداد له مسبقا من قبل المخططين الغربيين لسنوات
قبل انطلاق ما سمي بالربيع العربي has been premeditated by Western planners years before the Arab
Spring unfolded ، وكما ظهر زيف "التطلعات الديمقراطية" في مواجهة حمام الدم الطائفي
الذي يحركها collapse in the face of a sectarian-driven bloodbath ، فإن المسؤولين وواضعي السياسات الأميركيين
والغربيين قد صرحوا بالحديث لموقع بلومبرج with Bloomberg have أن رسالتهم النهائية لروسيا من أجل البدء في
تغيير النظام هي بشكل أساسي: سوف يستمر تصاعد العنف بقوة حتى إنجاز تغيير النظام -
يمكن لروسيا أن تستسلم الآن، ويكون لها رأي في كيفية حدوث التحول، أو الاستسلام في
وقت لاحق وستعاني عندها التهميش كما كانت الحال في ليبيا.
يورد موقع بلومبرغ تصريحات
"المسؤولين الأمريكيين" الذين يزعمون أنهم يجتمعون مع الروس للوصول إلى "انتقال
سلمي".
صورة:
مذكرة معهد بروكينغز حول الشرق الأوسط رقم 21 "تقييم خيارات تغيير النظام Assessing Options for Regime Change (.pdf) " لا يخفي سرا أن
"مسؤولية الحماية" الإنسانية ليست سوى ذريعة لتغيير النظام المقرر منذ
فترة طويلة
.....
كيفية مقاربة الولايات المتحدة لإسقاط
الحكومة السورية، أو تصوراتها الواقعية لتحقيق ذلك هي مسألة أراء مختلفة. ما لا
يعتبر رأيا بل هو حقيقة أن الولايات المتحدة قد تآمرت علنا من
أجل "استنزاف" سوريا حتى الموت أو إلى الحد الذي يمنع استمرار دورها ونفوذها
الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، أو من أجل التعجيل في نهاية المطاف بسقوط
الحكومة. جاء هذا واضحا جدا في مذكرة معهد بروكينغز "مذكرة الشرق الأوسط رقم
21" تقييم الخيارات لتغيير النظام Assessing Options for Regime Change (.pdf):
"البديل
هو تركيز الجهود الدبلوماسية أولا على كيفية وضع حد للعنف وكيفية إيصال المساعدات
الإنسانية، كما يجري القيام به تحت قيادة انان. وهذا ما قد يؤدي إلى خلق ملاذات
آمنة وممرات إنسانية، والذي يجب أن يكون بدعم من قوة عسكرية محدودة. وهذا بالطبع من
شأنه الحفاظ على الأسد في السلطة وعدم تحقيق كلي لأهداف الولايات المتحدة في سوريا.
من هذا المنطلق، ومع ذلك، فمن الممكن قيام ائتلاف واسع بتفويضات دولية مناسبة لإضافة
المزيد من الإجراءات القسرية على جهودها ". صفحة 4، تقييم الخيارات من أجل
تغيير النظام، معهد بروكنغز page 4, Assessing Options for Regime Change, Brookings
Institution.
في الصفحتين 8 و 9، تنص المذكرة على:
"ربما
لا تزال الولايات المتحدة مستمرة بتسليح المعارضة حتى مع علمها أنه من غير المحتمل
أبدا أن تشكل قوة كافية لوحدها لإزاحة سلطة الأسد. واشنطن قد تختار أن تفعل ذلك
ببساطة بناء على الاعتقاد بأن القيام بتوفير بعض الدعم للشعب المضطهد لمساعدته على
مقاومة مضطهديه هو أفضل من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق، حتى لو كان الدعم
المقدم لديه فرصة ضئيلة لتحويل الهزيمة إلى انتصار. بدلا من ذلك، قد تعتقد الولايات
المتحدة أنه لا يزال من المفيد وضع أيديهم على نظام الأسد واستنزافه، والاحتفاظ
بخصم إقليمي ضعيف، مع تجنب تكاليف التدخل المباشر". صفحات 8-9، تقييم
الخيارات لتغيير النظام، معهد بروكنغز pages 8-9, Assessing Options for Regime Change, Brookings
Institution.
بالنسبة لأولئك المخدوعين باللهجة
الخطابية "الإنسانية" التي يوظفها الغرب كدوافع مزعومة لتبرير تورطه في
سوريا، فمن الواضح أنه من غير المعقول إدامة تصعيد العنف to purposefully perpetuate violence ، وخاصة العنف الطائفي الوحشي الذي تكشف الآن
باعتراف الجميع، وذلك ببساطة للحفاظ على "عدو إقليمي ضعيف". و بناء على
هذا فمن غير المقبول أخلاقيا أن يقوم الغرب بالتفاوض مع روسيا للوصول إلى
"مرحلة انتقالية" في سوريا.
يعتقد الغرب أنه من خلال استمرار سفك
الدماء ومن خلال التلاعب بالتصور العام على أنه "من فعل الحكومة
السورية"، "بالتغطية والدعم" من قبل الروس والصينيين، والإيرانيين،
فإنه من "المعيب" بالنسبة لمعارضي حملتهم لزعزعة الاستقرار قيامهم بدعم
هذه الجريمة المستمرة ضد السلام العالمي. ومع ذلك، فالدعاية الغربية تتداعى في
مواجهة وسائل الإعلام البديلة. بالإضافة إلى ذلك فالجمهور بشكل عام، يشعرون بالقلق
من حرب لا نهاية لها، ويعبرون عن شكوكهم على نحو متزايد بشأن دوافع الغرب وتورطه
في ما يخص سوريا. الإشارة الواضحة إلى أن هناك على ما يبدو فظائع مدبرة من قبل
الغرب في حولا في سوريا a Western orchestrated atrocity in Houla Syria لا توجد
إلا في مقالات الرأي في الصحافة الغربية، ولا تمتد إلى أبعد من ذلك- ولا حتى في أجزاء
التعليق أدناها. وبعبارة أخرى، الصحف التي لم يشترها أحد.
صورة:
ليس مرة أخرى؟ فاسترضاء الاستبداد والطغيان لا يجدي أبدا. في عام 1939 وقع هتلر
ميثاق عدم اعتداء مع روسيا مع أنه لم يكن ينوي الوفاء. حتى اليوم الذي غزا فيه
هتلر روسيا في عام 1941، فقد نفى نواياه لاجتياح كامل الأرض وصولا إلى موسكو،
زاعما أن اصطفاف القوات على حدود روسيا هو "لحمايتها من القصف
البريطاني". اليوم، نحن نرى حلف شمال الأطلسي يلعب ذات اللعبة مع الدرع
الصاروخية الأوروبية في طريقه للوصول إلى "إيران"، بينما يعمل على تقويض
وغزو كل حليف لروسيا واحدا تلو الآخر. اللامبالاة والتواطؤ الضمني مع الحروب
العدوانية قد يبدو "سهل"، ويستمر حتى إدراك الثمن الذي دفعه الألمان في
نهاية المطاف عندما انقلبت حظوظهم في النهاية.
.....
ما سوف تقرر روسيا أن تفعله مع سوريا سيحدد
شكل ميدان المعركة التي على أساسها سيقاتلون عندما يضطرون حتميا لمواجهة زحف مكائد
وول ستريت ولندن.
لا يمكن الاعتقاد ولو حتى بفكرة واحدة
خاطئة بأنه، من خلال استرضاء الغرب بالتخلي عن سوريا، كما حدث مع ليبيا، سيمكن
بطريقة أو بأخرى كبح جماح طموحات الهيمنة التي تسير هذه الأجندة في المقام الأول.
مثل إنكار هتلر لنيته غزو روسيا حتى اليوم الذي غزا فيه فعليا، فإن وول ستريت
ولندن تعتزمان الذهاب حتى نهاية المسار وصولا إلى موسكو وبكين to go all the way to
Moscow and Beijing، برغم العدد اللا محدود من الأعذار وعمليات النفي التي يقدمونها
على طول المسار، وعمليات النفي والأعذار التي سوف يتواصل تقديمها حتى اليوم الذي
تبدأ فيه القوات الغربية وعملاؤها فعليا بخلخلة روسيا والصين على حد سواء.
بشكل مماثل تواجه الصين التطويق والاحتواء
من خلال التصريحات العلنية للبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) عن تحول اهتمامه وأساطيله
باتجاه المحيط الهادي. عندما يحاول وزير الدفاع ليون بانيتا "تبديد" Secretary of Defense
Leon Panetta attempts to "dispel" concerns المخاوف من أن الولايات المتحدة ترتب قواتها
لمواجهة الصين، فكلمته أقل مصداقية مما
يناقضها من كلمات ما يقرب من 20 عاما من أوراق سياسة الولايات المتحدة nearly 20 years of US
policy papers التي تصف احتواء وانهيار الصين بواسطة هذه الطريقة فعليا من أجل فرض
هيمنة الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ.
ستحدث
المواجهة عاجلا أو آجلا، وبالنسبة لأولئك المندهشين من صمت العالم ولا مبالاته
لهذا الحد في مواجهة النازيين، والتهديد الواضح للسلام العالمي عند تأمل أحداث الماضي،
فإننا نحصل اليوم على مقعد في الصف الأمامي بينما وول ستريت، لندن، وأولئك
الدائرون في فلكهم ينتهكون تدريجيا السيادة والمصير لدولة بعد دولة، وبمساعدة جزء من
سكان تلك الدول باللامبالاة والجهل الغير محدودين على ما يبدو. ومثل ألمانيا،
سيكون على هؤلاء السكان (شعوب الغرب الامبريالي) أن يدفعوا الثمن في نهاية المطاف نتيجة للتهاون والتراخي
في مواجهة طموحات الهيمنة المتهورة لحكوماتهم.
وهذا هو رابط المقال الأصلي
US to Russia: Give Up or Swim in Our Sea of Syrian Blood
ترجمة
أيهم اسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق