25‏/06‏/2012

من قلب الوطن .... صرخة

من قلب الوطن .... صرخة


بقلمي








كأني اسمع صوت أمنا الحنون تنادي من بعيد وصوتها يكاد يغيب عن الآذان لكثرة ما غطيناه بصراخنا تارة وعويلنا أخرى وبكائنا ولهاثنا وتناحرنا و...

تنادينا ... تشد على أيادينا وتقول:

يا أحبتي .. يا مهج قلبي يا من غمرتكم ولا زلت بدفء حضني وكرمي لا تنسوا دروس العطاء والفداء والصبر الجميل وتعلموها حتى الممات لأنه ما زال ينقصكم الكثير.
انظروا لمن ضل من أبنائي وبات ينهش في لحمي ويشارك في بيعي على موائد اللئام هل رأيتموني أحرمهم عطائي؟ أم رأيتموني أمنع عنهم مائي وهوائي؟ لا لم ولن تروا ذلك لأني ببساطة أم تعطي بلا حساب وهذا أثمن ما لدي وهذا بالذات ما لن أرضى بخسرانه.
يا من بتم تتصايحون وتصرخون كفى فلقد تعبنا وسئمنا واكتفينا ... هلا نظرتم لعيون تلك الرياحين التي لم يثنها عن الإزهار لا برد ولا حر ولا حتى القتل في كل حارة وبستان وعلى كل قارعة طريق .. إياكم ونسيان تلك العيون التي لا يبصر لمعان لمحها إلا القلوب العامرة.
هل تذكرون بيتا من الشعر قاله ذات مرة مالئ الدنيا وشاغل الناس –المتنبي- أم تراكم نسيتموه كما نسيتم الكثير غيره ....
لا خيل عندك تهديها ولا مال ..... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
أجل أنا أمكم التي أدمى قلبها طعنات غدر بعض الأبناء وجروح روحي تنزف من الصباح حتى الصباح لكنني سأبقى الأم الرءوم التي تدثر الكل وتحنو على الجميع وصدقوني أن صراخكم هذا يدميني أكثر ولن يشفيني غير حبكم لي وحبكم لبعضكم البعض وأن لا تنسوا شقائق النعمان القانية لكثرة ما ارتوت من طاهر الدماء الزكية والتي أزهرت وغطت ثراي لأعيش بها وبكم فإياكم أيها الأحياء من أبنائي أن تنسوا أغلى شقائق نعماني.
أوصيكم إن حل بأجسادكم وعقولكم بعض التعب أن تتساءلوا وتسألوا أولئك الشباب الصغار بعمر الورد من مجندي وضباط الجيش وحفظ النظام والقوى الأمنية، هل صار يقينهم بأنهم إلى الشهادة يحثون السير على كل حاجز وفي كل مكان يواجهون فيه أعداء الله والحياة، أعدائي وأعداءكم وأعداء كل الإنسانية؟! هل صار كل ذلك يردعهم عن الجري خفافا وثقالا للقاء الموت ليحموني ويحموكم؟ ما الذي أعطيته لهم ولم أمنحكم إياه حتى لا يكلوا ولا يملوا ولا يتعبوا؟؟؟!
أخيراً ... أوصيكم أن تهدؤوا وتكفوا عن الصراخ وأن تثبتوا فالنصر صبر ساعة ليس أكثر ... ورجائي أن لا تكفروا ببريق عيون واجهت لحظات الموت اللامعقول على أيدي الصعاليك بمنتهى الثبات ... تطلعوا لعيون نضال جنود ولكل تلك العيون في جسر الشغور، وانظروا مليا لذاك الجسد الغض ملقا على الأرض لا تميزه النظرة الأولى أهو لعصفورة من عصافير الجنة أم تراه مجرد دمية، كلهم واجهوا ما لم تقدر عليه وحوش البراري ..... فهل رأيتم صراخا أو شكوى في تلك العيون.
فإن لم ترو ولن ترو صراخا وعويلا في عيونهم فكيف على الصراخ تتجرؤون؟!..
فإن لم ترو ولن ترو صراخا وعويلا في عيونهم فكيف على الصراخ تتجرؤون؟!..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate